الشعر الآن في أبهى أزمنته
هاشم شفيق
هل الشعر في أزمة، كما يتردد بين حين وآخر؟ هل الشعر في حال يرثى لها؟ أصحيح ليس لدى الشعر جمهور؟ وهل الكتاب الشعري في كساد والشعر نفسه آيل الى موات؟ كما قال المفكر اليوناني كوستاس أكسيلوس بموت الشعر، جريا على قول، موت المؤلف وموت التاريخ وموت الذات الإلهية؟ من جهتي، لقد راقبت الشعر أكثر من ثلاثين عاما، متجولا في أنسقته الجمالية وحقوله التعبيرية، مستكشفا من خلال هذه المسيرة عماراته الفنية وطرزه النفيسة المطروحة في الأشكال والمحتويات، محدقا في الصنيع والتجارب، في النماذج والأساليب، متتبعا الرؤى والأحلام والخيالات التي تتشظى من نسيجه الداخلي، وسرتُ في طرقه الصعبة والوعرة وتوغلت في البعيد، في الأغوار والمجاهل، لأرى وألمس وأحس بما يخلفه الشعر من صبوات وحرائق وأفكار، فلم ألمس من وراء هذه الرحلة، رغم مشاقها وخطورتها وتعبها، لم أحس سوى أن الشعر هو حياة ثانية للمبدع، ولم ألحظ من مظاهر للشعر منذ أمرئ قيس حتى أصغر شاعر من عام الفين سوى أنه في تطور متواتر، وأنه يعيش أبهى مراحله الزمنية، وأفاد على نحو جمالي من كل تحولات عصره. جمهور الشعر كان مزيجا متنوعا، ومن مختلف المستويات العلمية والثقافية، ومن شتى الشرائح والطبقات الاجتماعية، وبقيت صلة الشعر بالجمهور مستمرة حتى مطلع الثمانينيات، حيث أخذت تتراجع إبان ظهور الانفجار الكبيرفي الثورة العلمية، وخصوصا على صعيد الاتصالات وما حصل من تطور تقني في الوسائل المسموعة والمرئية وما لحق وسائط وشبكات الاتصال الالكترونية من ابتكار وكشف وابتداع. داخل هذا الصخب الآلي، اكتشف الشعر أيضا نفسه، فعاد الى داخله، الى عالم الأحلام واليوتوبيات والتأملات، ليكون فن القلة الذي يشتغل على عالم الجوانيات والدواخل، هدفه المجاهل والأباعد والماورائيات، فضلا عن مهمته الأساسية في اكتشاف الحياة والعالم، أي ان مهمته أصبحت جمالية بحتة، ترنو الى صقل اللغة عبر الإيجاز والكثافة والصفاء، ثم الاشتغال على فض الرؤى واختراع الحكايا الرؤيوية، وإضاءة الزمان الجديد والمتخيل من خلال لغة نبوئية، قادرة على الاختراق والتخطي، مؤثرة في الوقت عينه نقل الأحاسيس والمشاعر الإنسانية وفضح الباطن لدى الكائن وغزو أعماقه من أجل تعريضها للأشعة والإشراق الشعري، ابتغاءً في الوصول الى المشاركة والتفاعل واقتسام ما تنطوي عليه روح الآخر من مشكلات وجودية. وفق هذا المساق يمكن القول ان وظيفة الشعر قد تغيرت كثيرا، وطرأت عليها تحولات دلالية مست الجوهر فيها، أي ان الشعر غدا إشاريا، ميالا الى الانزياح نحو فن الصمت والإيحاء والإيماءة، وابتعد ان يكون وسيلة وغاية، نأى عن الهتاف ليتبصر في جوهره كونه فنا موحى به، يخضع للرؤى ونداء الداخل، وكف أنْ يكون داعية سياسية وواسطة يملى عليها لتغدو حمالة للطارئ والعابر والآني. تحت هذا المظور نجد ان القارئ أيضا تطور، وحصلت نقلة في سيرورة ذائقته نحو مناخ متقدم فيه تطلع الى الجديد والخاص والفاتن في الشعر العربي، أضحت لدى القارئ الجديد معرفة ورؤية لمواكبة جديد الشعر العربي ومتابعة الأساليب والتغييرات التي مست أدوات ولغة الشاعر العربي الجديد الباحث عن أفق مغاير للمعهود والمقرر والمكتوب تحت وطأة التكرار، والحماسة لقضية ما، بغية إرضاء الذائقة السطحية، إذاً القارئ أيضا مسته عدوى التجديد والنفور من الزعيق والنظم والحشو التعبيري والمطولات والملاحم الباكية على الماضي النضير، وإلا لما لاقينا من يقتني ويحب ويشير الى <شناشيل ابنة الجلبي> للسياب و<قصائد حب على بوابات العالم السبع> للبياتي و<الفرح ليس مهنتي> للماغوط و<ورد أقل> لمحمود درويش و<الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع> لأنسي الحاج و<جنة المنسيات> لسعدي يوسف و<زيارة السيدة السومرية> لحسب الشيخ جعفر و<كائنات مملكة الليل> لحجازي و<أغاني مهيار الدمشقي> لأدونيس. حركة الكتاب الشعري لو عدنا الى خواتيم الأربعينيات، ونظرنا الى حركة الكتاب الشعري، إبان تفجر حركة الشعر الحديث، لوجدنا حركة الكتاب لا تتعدى القطر العربي المطبوع فيه، وإذا طبع في العاصمة، نجد من الصعب وصوله الى المحافظات والنواحي والقرى، فيظل أسير الموضع الذي طبع فيه، فديوان نزار قباني الأول <قالت لي السمراء> طبع منه ثلاثمئة نسخة، وتكاليف الطبع كانت على نفقة الشاعر، وكذلك هو حال السياب في البدايات والبياتي، وكان رواد الشعر العراقي يطبعون في مطابع بغدادية مغمورة ومحدودة الانتشار، بحيث انسحب هذا الوضع على مرحلتي الخمسينيات والستينيات، فعلى سبيل المثال مطبعة <شفيق> ورافئيل بطي الصحافي والناقد في بغداد وغيرها كانت تطبع على نفقة الشاعر أو الكاتب نفسه، وكذلك هوالأمر مع مطابع البصرة والموصل، والديوان المطبوع لا يتعدى الخمسمئة نسخة في كل الأحوال وهكذا كان حال <حفار القبور> للسياب و<خفقة الطين> لبلند الحيدري و<ملائكة وشياطين> للبياتي، والحال ينطبق على <القرصان> لسعدي يوسف في البصرة، والديوان المشترك ليوسف الصائغ وهاشم الطعان في الموصل، وهنا يظل تداول الكتاب مرهونا بنسبة المتعلمين وعدد النخبة. بينما الكتاب الشعري الآن يسافر الى جميع أنحاء العالم، يقطع مسافات ويعبر قارات وينفذ عبر الحدود والأسلاك بألف وسيلة ووسيلة، فالمعارض التي تقام حاليا في العالم العربي، عددها بات لا يحصى، فبلدان الخليج العربي كمثال، باتت لها معارضها الخاصة بالكتاب، وهي دول صغيرة، ولكنهت أصبحت تنافس المعارض العالمية، لما تقدمه من خدمات ومستلزمات فنية وتعبوية، لإعلاء شأن معارضها ولفت النظر وجلب الزوار، أي المهمة غدت حضارية، مقرونة بعوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية، زائدا انها اكتسبت خبرات ومهارات السوق العالمية للكتاب، حتى غدت على هذه الدرجة من المستوى والتنفيذ والتنويع في المحتوي والمطروح، من التشكيلات الطباعية، هذا فضلا عن اشتمال المعرض على ندوات أدبية وفكرية وفنية، وحفلات توقيع تدعم وتساند المعروض، فالشاعر الحديث، مثلا، لم يعد معزولا، مثل السابق ومهمشا ومقصيا في أقصى قرية من بلاده، مثل السياب وجيكور والبريكان والزبير، بل رأينا الشاعر المعاصر، يوقع في مصر ودمشق وبيروت وعمان والرباط وتونس، ثم يستقل الطائرة، ليحضر حفل توقيع ترجماته في دور فرنسية وألمانية وانكليزية وأسبانية وإيطالية، كما حصل مع أدونيس ومحمود درويش وسعدي يوسف، أي رأيناه حاضرا في مكان مختلف ولغة مختلفة وجمهور مختلف، ومهما كانت الدواعي والوسائط والأساليب لهذا الحضور، يبقى انه يشكل إضافة هامة لثقافتنا العربية، ويؤدي الى انتشار الصوت الثقافي اللامع والمتنور والمغاير لصوت ثقافة العنف والتخلف والتكفير والإرهاب الذي لطالما اتهمنا به، فالشاعر هنا هو بمثابة السفير الحقيقي للامة، هو الصوت المتجول الذي يحمل الرؤى والصور والنبوءات. أما بخصوص مبيع المجاميع والدواوين الشعرية، فهنا الكل يبيع، خذ على سبيل المثال لا الحصر، دار <صادر> و<المعرفة> وهما داران بيروتيتان عريقتان، تطبعان للشعراء الكلاسيكيين القدامى، هاتان الداران تتفننان بالرونق والشكل ونوعية الورق والغلاف، رغم انهم قد غادروا الى مثواهم منذ أكثر من الف عام. إذاً الكل يطبع ويبيع، فالشعراء الرواد المحدثون والمعاصرون، أغلبهم صدرت أعمالهم الشعرية في أكثر من طبعة، محمود درويش، طبعتْ أعماله الشعرية في البدء دار <العودة> في أكثر من طبعة، ثم <المؤسسة العربية> وأخيرا وليس آخرا دار <رياض الريس> أدونيس، طبعتان دار <العودة> ثم <المدى> في دمشق، سعدي يوسف، طبعة الأعمال الشعرية الأولى كانت في دار <الأديب> البغدادية، ثم <العودة> ومؤخرا صدرت طبعته الثالثة في <المدى> البياتي والماغوط وامل دنقل وممدوح عدوان، صدرت طبعتان من أعمالهم الشعرية، بذا يكون الشعر معمرا ومقروءا على مدى طويل، وهو سيبقى سيد الفنون وديوان العرب بامتياز وحتى في الغرب هو ايضا ينظر له كونه أعلى مرتبة من بقية ما يكتب بصفته فن الكثافة والإيحاء والتقطير، ففي زمن الشاعر الفرنسي جاك بريفير، اختفى روائيون كثيرون وبقي هو الأكثر مبيعا منذ نصف قرن، الشاعر الأميركي والت ويتمان، لا يزال يتصدر قوائم المبيعات بديوان وحيد هو <أوراق العشب> وما بقي مطلوبا من بين روائيين عديدين كانوا يكتبون في زمنه هو الروائي هرمن ملفيل كاتب رائعة <موبي ديك> لأنه كاتب استثنائي، والأمر ذاته ينطبق على ت س إليوت الذي يتصدر الواجهات دائما ومعه ييتس وكيتس ومكنيس وأودن وآر س توماس وتيد هيوز وسيلفيا بلاث وأميلي ديكينسن، عراقيا هناك السياب هو الأبرز وربما هو الأبقى قياسا الى أقرانه من الروائيين والقصاصين، سوريا نجد أدونيس، فهو العلم الأشهر قياسا بالذين بدأوا معه من القصاصين والروائيين، وإذا قيل ان هؤلاء رواد ومطلوبون ومن هنا تكررت طبعاتهم، لكن الواقع الشعري العربي يقول عكس هذا، فثمة شعراء عرب من أجيال لاحقة طبعت مجاميعهم أكثر من طبعة كشوقي بزيع، عز الدين المناصرة، محمد علي شمس الدين، فاضل العزاوي، جودت فخر الدين، محمد بنيس، حسن طلب، قاسم حداد، بول شاؤول، ويحيى جابر، والأخير هو من جيل احدث، ونصف هذه الدزينة تكتب قصيدة النثر، لا بل هناك شعراء من جيل أجد، يطلق عليهم <جيل الفين> في بيروت، نشروا قصائد نثر، ودعوا الى توقيع مجاميعهم وباع كل شاعر في حفل التوقيع قرابة الثلاثمئة نسخة، كناظم السيد وغسان جواد، وكانت كلفة طباعة هذه المجاميع على دار <مختارات> التي رأت في نتاجهم ما يستحق المغامرة، ومثل هذا يحدث في دمشق وفي القاهرة. هذا عدا أن هناك شبيبة شعرية تسعى الى المخرج ذاته في كل من المغرب العربي والخليج العربي . أما شكوى بعض دور النشر من قلة مبيعات الشعر، فهي شكوى دائمة، لأن أصحاب دور النشر العربية يريدون من الكتاب الشعري أن يكون <البيست سيلير> أي الكتاب الأكثر مبيعا، والشعر بالطبع لا يرتضي أن ينزل من مرتبته الجمالية والفنية، ليبيع مثل كتب الطبخ والريجيم والرياضة وكتب الأحزاب الدينية المتطرفة، أو مثل كتب الروايات الإيروتيكية التي تنقل في متونها عوالم فضائحية، أو كتب المذكرات ذات اللمسة الآنية، صفوة القول هو ان الشعر ليس آنيا، لأنه نتاج الرؤية، وزمانه يكمن في البعيد، لذا نراه قليل التداول، بطيء البيع، ويباع على مديات، تمتد لسنوات، ولكنه، وهنا يكمن بيت القصيد كما يقولون، سيبقى متداولا ومطلوبا ويعاد طبعه لقرون، وإلا ما الذي يدفع داراً مثل دار <العودة> أن تلجأ لطبع شاعر مثل الياس ابي شبكة، سوى انه مطلوب وباق بقوة ما كتبه وقدمه من أشعار مبدعة، لتقدمه في حلة جديدة وفي أعمال شعرية كاملة، بعد أن كانت أعماله متناثرة بين دار <المكشوف> وغيرها، لقد قضى أبو شبكة وهو في مطلع الخمسين من عمره، منعزلا، وبعيدا في قريته بسكنتا، تاركا وراءه إرثا خلاقا ولافتا، بحيث جاء من يجمع ما أبدعه من صنيع ليعيد اليه ألق الاستمرارية من إبداع شعري كامن فيه قادر أن يتحول عبر ضوء الديمومة باتجاه السرمدية. حال الشاعر الآن قضى السياب في أواخر الستينيات من القرن الماضي، بعيدا ومنعزلا وعليلا، كان يقايض ديوان شعر بقنينة دواء، ويستجدي حبات منه بمكافأة لقصيدة، فشاعر مثل السياب، لم يسافر طيلة حياته من أجل الشعر، سوى مرتين، وكانت هاتان السفرتان من تدبير يوسف الخال، الأولى دعاه ليقرأ قصائده في بيروت، ضمن خميس مجلة شعر، والثانية كانت الى روما، يوم انعقاد مهرجان الشعر العالمي، والمرة الأولى التي حصل فيها على جائزة كانت أيضا بدافع من يوسف الخال، حين منح ديوانه <أنشودة المطر> جائزة مجلة شعر، كاستحقاق أولا على صنيعه، وثانيا كمساعدة له في تخفيف أعباء محنته الشخصية. بينما ظرف الشعراء العرب اليوم، على صعيد المهرجانات والجوائز، فإنه لا يمكن مقارنته بالسابق، فالشاعر اليوم، نجم يلمع هنا وهناك، يدعى الى مهرجانات أدبية وثقافية لا تحصى، محلية وعربية وعالمية، يوطد من خلالها صلته بالآخرين، وينقل لهم ثقافة بلده أولا، عبر ما يصلهم من نتاجه الإبداعي، ثم يترك انطباعا معرفيا ووهجا كارزميا في المحل الذي يحل فيه، فهنا ثمة اتصال بالآخر، ثمة علاقة جمالية، تربطه به، فهو ليس معزولا في قريته، يكتب الشعر ويعاني أمراض الجسد والسياسة والمجتمع، بل هو على تماس مع الواقع والوقائع، يتنقل في كل مكان، ويرى كل شيء، ويتحدث ويساجل ويدلي برأيه عبر الوسائل الإعلامية، في بلده أو هذا البلد أو ذاك، ينتقد ويشير ويصرح ويكتب عن زياراته في الصحف والمجلات التي يعمل أو يتصل بها، كما يرشح الشاعر نفسه، أو ترشحه نقابة معينة لنيل إحدى الجوائز العربية الكثيرة، وقد يفوز بأكثر من واحدة، وربما يكون من بينها جوائز عالمية، ناهيك عن المنح التي تمنح للشاعر والتي تكلل دائما بالانتجاع والاستجمام والإقامة لغرض الكتابة، كل هذه الإمكانات هي الآن معروضة أمام الشعر، ثم يأتي من يقول لك: ان الشعر يموت، ويعيش في غرفة الإنعاش ، وإنه زمن الرواية! التلقي مسؤولية الشاعر أزعم من زاويتي الخاصة وأظن، أن مسألة الإيصال والتلقي، تقع بالدرجة الأساسية على الشاعر نفسه، بالتأكيد نحن باستطاعتنا التقييم والاحتكام الى الذائقة في التفضيل، كون هذا القميص جيداً وتلك السيارة رديئة وسيئة الصنع، الشاعر مثل هؤلاء الصانعين ينتج ولا أحد يشاركه صناعته سوى مقدرته وتمكنه ومدى طاقة الخلق الكامنة فيه، أي كم هو موهوب ومثقف وعارف بأسرار صناعته، فالشعر <صناعة وضرب من النسج> كما قال الجاحظ، يوما، وهو المسؤول الأوحد أمام هذه المهمة الجمالية التي أنيطت به، والشاعر المبدع هو من يفرض صوته وصنيعه وهو من يتجشم عناء هذه المسيرة عبر الإخلاص لها والتفرغ روحيا وعمليا لكل ما يحيط بهذا الفن من معارف وأسرار وخبرات وصولا الى حسن أداء الرسالة. لو عدنا قليلا الى ستينيات القرن المنصرم، وتابعنا سيرة النشر ونشاط الشعراء البارزين آنذاك عبر المجلات التي كانت تتبنى نشر نتاج المبدعين من الشعراء الرواد في تلك الأيام مثل مجلة <شعر> و<الآداب> و<حوار> و<الأديب> يوم كان السياب ينشر الى جانب توفيق صايغ في <حوار> وهو صاحب المجلة، سنجد قصيدة السياب، كانت تصل الى القارئ أكثر، وتنتشر وتحفظ، وفي الوقت ذاته، تحمل نواة ديمومتها، وكانت مجلة <شعر> تنشر لجبرا إبراهيم جبرا وأنسي الحاج، فكانت قصائد جبرا تظل طريقها الى القارئ، وقصائد أنسي تلقى قبولا وتعطى مكانة من لدن القارئ، وتنشر المجلة أيضا قصائد ليوسف الخال وهو صاحب المجلة الى جانب قصائد لأدونيس، فنجد قصائد الأخير تجد صدى مختلفا ولافتا، غير الصدى الذي توفرت عليه قصائد الخال، وتنشر <الآداب> قصائد للويس عوض وعبد الصبور، فنلقى الأخير قصيدته قد أثارت لغطا، والأول تداركه الصمت وربما الإهمال، وتنشر المجلة ذاتها قصائد للشعراء محمود درويش وتوفيق زياد، فتحصد قصيدة محمود درويش إعجابا ودويا لدى النخبة والعامة، بينما قصيدة توفيق زياد رغم مباشرتها ووضوح مضامينها تؤول الى حالة أخرى، وتنشر المجلة كذلك لخليل حاوي وفؤاد الخشن، فنجد الشعر يستبقي الأول ويلفظ الثاني، و<الأديب> تنشر للبياتي وكاظم جواد مشاكسه ومنافسه، فترينا الأيام بقاء البياتي وغياب تام لكاظم جواد ليس عن الساحة الشعرية العربية، بل حتى العراقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق