٢٧‏/٠٩‏/٢٠٠٦

أدونيس
خمسة وعشرون يوماً
علي احمد سعيد


- 1 –
بتباريحه، بأشلائه
يتموَّج في غزةٍ،
وتؤاخيه صورٌ، كما صُوِّرت
في أساطيرها.
وتُؤاخيه بيروت – معجونة بالشّررْ،
يتموَّج، يعلو
ويُبقِّع أرض البشر.
- 2 –
تتساءل عن طفلها. أين؟ ماذا؟
الرمادُ جوابٌ.
أخذت حفنة من تراب المكان، انحنت، قبَّلتها
وبكت فوقها.
بين هذا التراب وأهدابها
عهد حبٍّ، ووعدٌ.
- 3 –
إرفعوا هذه القماشة عنها، أزيحوا
عن تقاسيمها الغطاء:
إنها أسلمت وجهها للسماء.
- 4 –
أتُرانا نعود الى أرضنا الخراب،
والدليل الكتاب؟
- 5 –
يرسمون الغسق
نفقاً موغلاً في نفق:
بُهت الضوء –
للضوء عينان من حيرةٍ.
- 6 –
كيف؟ (لا فرق، مهما هبطت، ومهما صعدت)، -
كيف نمشي معاً، ولماذا نكون صديقين؟
لا الدرب درب،
ولا أنت أنت.
- 7 –
إنها الشمس حيرانةٌ، تجلس القُرفصاء:
ما الذي سيقول الربيع
لأطفالها في الشتاء؟
- 8 –
يكتبون الحديد، وأكتب أنشودة
للطفولة. يا مَيُّ،
لا تُشعلي الضوء في البيت،
هذا المساء.
الحديد يُفتش عنّا،
يُغيرُ علينا،
يُفجِّر بُركانه، ويُغطي الفضاء.
- 9 –
لا سريرٌ، فخذني كما شئت
في هذه الكرة الحائرة.
أين نمضي، إذاً؟ لا طريقٌ، ولكن...
ها هو القصفُ. هذي جهنم –
مجنونةً، دائره.
- 10 –
للسماء، لما كتبته السماء:
الأساطير تنزف،
والربُّ يضربُ قُطعانه
بمهاميزه –
سفناً جاريات على متن هذا الهواء.
- 11 –
أُفقٌ مُغلقٌ، ضيّقٌ
أُفقٌ للرحيل،
لا أريد رفيقاً سوى نخلة.
آه ما أكرم النخيل.
- 12 –
إنه الماء يبكي
والهواء يرقُّ، ويمسح أهدابهُ.
- 13 –
جسدٌ ذائبٌ في اللهيب. لهيبٌ
يتصيَّدُ ربَّ الأبد
في رماد الجسد.
- 14 –
أتريدون أن أقرأ السلام
في مدى هذه الجثث الآدمية،
في هول هذا الحطام؟
- 15 –
لا أفكّر إلا في السلام، ولكن
لا أرى غير حربٍ.
- 16 –
لن أُصلّي لحرب،
لن أقدس قتلاً،
لن أبارك جُنداً يرقصون ابتهاجاً
فوق أشلاء شعبٍ.
- 17 –
لا أُريدُ لبيتي
أن يكون غراباً.
لا أريد له أن يكون صديقاً لدبابــة.
لا أريد له أن يمُدَّ يديه لجنٍّ.
لا أُريدُ له أن يُشرِّع أبوابه لحــرب.
لا أُريد له أن يكون لواءً لفرعون أو يهوه.
- اهدموه، إذاً،
واكتبوا فوق أنقاضه:
من هنا مرَّ جُندُ الإله.
لا أُريد لبيتي إلاّ
أن يكون ضياء وحباً، فيـا ويلتــاه!
- 18 –
أيّها المُتشرِّد، لا وقت في الأرض،
إلا لكي تجعل الأرض حباً.
- 19 –
قال: «رحماكم!
عند موتي خذوني – خذوا
كتبي، وافرشوها
تحت رأسي وساداً،
وادفنونا معاً».
- 20 –
أرض – ممحاةٌ للريح،
فكيف سأكتب؟ ماذا؟
هل أكتب ما يمحوني؟
- 21 –
بعدَ هذا الشتات
سأُفوض جسمي الى جُرحه،
وأُحيّي العُصاة.
- 22 –
سأقول لوقتي
أن يكون فضاء – جراحي قناديله.
سأحاول:
أخلقُ عينين داخل عينيَّ،
حتى أرى.
- 23 –
وطنٌ يُوشك أن ينسى اسمهُ،
ولماذا
علّمتني وردةٌ جوريةٌ كيف أنام
بين أحضان الشآم؟
- 24 –
إنه القاتل يسترسل في قتلك،
يجتث جذور الأغنية،
لا تسل، يا أيها الشاعرُ،
لـن يوقظ هذي الأرض غير المعصية.
- 25 –
بعد هذا الشتات
ما سأفعل؟ أسقي
وردة لم تزل حية؟
غيــر أن رمــاد القنابل يغمر أوراقها.
سأزيح الرماد وأجلو
وجهها، والأصيص الذي انكسرت كتفاه.
سأُعمّــــر من أول بيتنا. أُحبُّ، وأحيا
لا سلامٌ سوى الحب، لا حبَّ إلا الحياة.
(باريس، آب/ أغسطس 2006)
 Posted by Picasa
بعقوبة الثقافية
مجلة مستقلة عراقية تنبذ الطائفية والدم والطامع الغاشم
 Posted by Picasa
سرطان البروستاتة الغامض

د.بهجت عباس



يُعَرّف السّرطان بصورة عامّة ومختصرة بأنّه نوع من الأمراض أو الخلل المُتميّز بانقسام الخلايا غير المُسَيطَر عليه نتيجة ( التَّدخّـُلِ ) في المواد الجينيّـة للخلية. هذه الخلايا لها القدرة على غزو الأنسجة الأخرى، إمّا بالنمـوّ المباشر إلى النّسيج المُجاور أو بزرعها إلى الأماكن البعيدة عن موقع الإصابة عن طريق الانتشار بواسطة مجرى الدّم أو اللمف. يحدث السرطان في أيِّ خلية من الجسم ويتميّز عادة بنتوء أو ورم في ذلك النسيج أو العضو. على أنَّه ليس كل ورم خبيثاً، فإذا بقي في مكانه ولم يغزُ الأنسجة المجاورة أو البعيدة، فهو ليس ذا خطراً ويسمّى ورماً (حميداً). وطريقة تشخيص السّرطان تعتمد على نوعه. ومعالجته، وخصوصاً في بدايته، تتمّ بالجراحة (استئصاله)، بالمواد الكيميائية أو بالإشعاع أو بمزيج من كلّها. والعلاج في بدايته قبل انتشاره قد ينقذ المريض من الموت. أما أسبابه فهي (تشوّه) الدنا DNA – المادة الجينيّة – في الخلية نتيجة مواد كيميائية معيَّـنة، تعرّض لإشعاعات أو إصابة ببعض أنواع الفيروسات أو وراثة خلل جيني. تستطيع التقنية المتطورة الحديثة تشخيصه ومن ثمّ اتخاذ الإجراء اللازم للعلاج. ولكنَّ ثمّة سرطاناً حيّـر الأطبّاء والباحثين عن تشخيصه فكان علاجه، سواء أكان سرطاناً ذا خطر أو لم يكنْ، الدّواءَ بالكيّ. وهذا باهض الثّمن للمريض صحيّاً ومادياً وفي كثير من الحالات لا يحتاج إليه أبداً، وهو سرطان البروستاتة.

فما هو هذا السّرطان ؟

البروستاتة غدة جهاز التناسل في الذَكر تشبه الجوزة شكلاً وحجماً وتقع تحت المثانة وأمام الشّرج محيطة بالجزء الأول من مجرى البول Urethra. ولذا فهي في موقع معقّد حسّاس جدّاً. تنتج البروستاتة سائلاً ثخيناً يكون جزءً من المني وتحتاج في عملها إلى هورمون التستوستيرون الذي يُنتَج أغلبه في الخصى.
السوائل التي تفرزها هذه الغدة ضرورية للحيامن (خلايا الذكر الجنسية)، فهي (السوائل) تغـذّي هذه الحيامن وتنشِّـطها، كما أنَّ الحيامن تمـرّ ُمن خلال قناة البروستاتة إلى مجرى البول.
تتكاثر خلايا البروستاتة مع تقدم العمر فيتضخّم حجمها. ومن هنا تبدأ المشكلة، إذ قد يكون هذا التضخم (حميداً) أو (خبيثاً). وهذا الأخير يعتمد على عوامل عدّة: فهو عادة يكون في الرجال المتقدّمين في العمر، حيث وُجِد أن 70% من سرطان البروستاتة يقع في رجال بلغوا الخامسة والستين من العمر أو تجاوزوه. ثمّ إنَّ العِرقَ يلعب دوراً، فحسب تقرير جمعية السّرطان الأمريكية أنَّ الأمريكان السّود لهم احتمال 50% للإصابة به أكثرَ من الهنود الحمر والأسيويين. ولتأريخ العائلة دور أيضاً، فمن كان له أخ أو أب مصابٌ به، فهناك احتمال كبير أن سيكون نصيبه الإصابة أيضاً. أما الغذاء فمهمّ، حيث الغذاء الغنيّ بدهن حيوانيّ يكون الأخطر. أما عدد المصابين به حسب تقرير الجمعية المذكورة فهو حواليْ 180 ألف رجل أمريكي يصاب به سنوياً 29% من كلِّ أنواع السَّرطان. أما في بريطانيا فالمصابون به سنوياً يتجاوزون 30 ألف رجل. وإنَّ حواليْ 16% من الرجال (1 من كل 6 رجال في أميركا) يصيبهم السّرطان في حياتهم. أما النوع (الحميد) والذي هو تضخم بروستاتة دون سرطان، فإنّ 50% من الرجال في أميركا بين 60 و 70 عاماً لديهم هذا التضخم وتزداد النسبة هذه فتصل إلى 90% لمن هم بين 70 و 90 عاماً.
سرطان البروستاتة قد يبقى في البروستاتة فبهذا يكون بطيء النمو، وقد ينتشر إلى العقد اللمفاوية المجاورة والعظام والمثانة والشرج وبقية الأعضاء ويبقى فيها كسرطان (بروستاتة) وليس كسرطان (عظام) مثلاً. أما علاماته فهي:
- التبوّل في أوقات مستمرة وخصوصاً في الليل.
- صعوبة البَدء في التبوّل وضبط التبول.
- عدم القدرة على التبوّل.
- جريان ضعيف أو متقطّع للبول.
- ألم وحرقة في التبوّل.
- دم في التبوّل أو منيّ.
- تصلّب ( تخشّب) أو ألم في أسفل الظهر، الحوض أو أعلى الفخذين.

ولكن بعض هذه العلامات قد يكون لأمراض أخرى، كإصابة جرثومية أو تضخّم بروستاتة (حميد) والطبيب هو الذي يشخصها، فعلى المريض مراجعة طبيبه عند شعوره بمثل هذه الأعراض.
و سرطان البروستاتة لا يُسبب أيَّ ألم في أوله.

ولكنَّ هناك بروتيناً تنتجه خلايا البروستاتة فقط يُـعتَمـد ُعليه لتشخيص سرطان البروستاتة في الوقت الحاضر، ولكنّه خادع في كثير من الحالات وهو:

بروتين البروستاتة الخاص Prostate Specific Antigen (PSA)

تنتجه خلايا البروستاتة بصورة طبيعية ويكون فيها، ولكنْ تظهر كمية صغيرة منه في مجرى الدّم تتباين حسب عمر المريض وحسب تضخمّ البروستاتة (حميدها وخبيثها) وحسب إصابتها جرثومياً. وقد يكون الرجل بهذه الحالات الثلاث أيضاً.
أيّدتْ منظمة الغذاء والدواء الأمريكية استعمال تركيز هذا البروتين في الدم مع اختبار حجم البروستاتة بالإصبع لتشخيص سرطان البروستاتة في الرجال الذين تجاوزوا الخمسين عاماً. ولكنْ هل وقف الأمر عند هذا الحد؟ لم يقفْ. لأنَّ هذه الفحوص لا تثبت أو تنفي عدم وجود السّرطان، ولكنَّ الطبيب يأخذ هذه المعلومات ليواصل تشخيصه لهذا السّرطان.
يُدخل الطبيب إصبعه المُزيّت في مؤخّرة المريض ليرى فيما إذا كان ثمّة نتوء/ورم في البروستاتة. ولكنَّ هذا يُعطي إشارة أو علامة فقط على أنَّ شيئاً ما موجود. ثمّ يُرسل دم الشخص لمعرفة تركيز البروتين PSA.
يُحسَب هذا التركيز بنانوغرام (نغ) في كل ّ مليلتر دم. ( الغرام الواحد يساوي مليار نانوغرام، أو بليون بالحساب الأمريكي ). هذا الجزء الصّغير جداً يكون قياسه غير دقيق في أكثر الأحيان.
اختلف العلماء عن كمية هذا البروتين الطبيعية الموجودة في الدم، فمنهم من وضع الحد الأعلى بما لا يتجاوز 4 نغ/مل. وهم هنا يشكلون الغالبية. هذه النسبة هي المأخوذ بها حالياً في التحليل المختبري. ولكنَّ البعض منهم وضع النسب التالية لهذا البروتين لمعرفة درجة الخطأ في البروستاتة:
1. من 0 – 2.5 واطئ.
2. من 2.5 – 10 مرتفع قليلاً أو متوسطاً.
3. من 10 – 19.9 مرتفع نوعاً ما.
4. 20 أو أكثر مرتفع جداً.
وآخرون وضعوا الرقم 4 كحد أعلى للتركيز الطبيعي وما بعده حتى 9.9 ما يدعو إلى الإنذار والحذر والرقم 10 فما فوق ما يجب اتخاذ الإجراء الفوري.

والحقيقة أنْ لا مستوى طبيعياً أو غير طبيعي يمكن الاعتماد عليه، ولكن الأكثر ارتفاعاً هو أكثر احتمالاً للسّرطان. فهناك ما يُسمّى بالموجب الكاذب False Positive عندما يكون مستوى PSA عالياً ولكنْ ليس ثمّة سرطان. فقد وُجِد أنَّ 25-30 في المائة من الرجال الذين هم بتركيز عال ليس لديهم سرطان. أو ما يكون السّالب الكاذب False Negative عندما يكون هناك تركيز طبيعي ولكنَّ السّرطان موجود. أكثر هذه السّرطانات بطيئة النمـوّ، فقد توجد في البروستاتة لمدة عشرات السّنين، دون خطر أو أذى، قبل أن تتطور إلى عنيفة وسريعة. ولكنَّ ثمّة معاييرَ تؤخذ بنظر الاعتبار. فمثلاً:
سرعة تزايد الـ PSA في فترة زمنية معينة، ستّة أشهر مثلاً، يعطي إنذاراً إذا كانت الزيادة درجتين أو أكثر. والزيادة السنوية التي لا تزيد عن 0.75 درجة قد تكون مقبولة ولكن المريض يوضع تحت الإشراف والمراقبة.
وبعض العلماء من وضع عامل العمر أيضاً في نسبة تركيز البروتين في الدم. فمثلاً
الرجال الذين تقل أعمارهم عن الخمسين يجب ألاّ يتجاوز التركيز عندهم عن 2.4، بينما يكون تركيز 6.5 مقبولاً لمن تخطّى السبعين. ولكنَّ كثيراً من الأطباء لا يوافقون على هذا الأمر.
بقيت هناك نسبة مستوى البروتين إلى حجم البروستاتة، وتسمى بكثافة الـ PSA
وهذا أيضاً لا يؤخذ به كثيراً. إذ قد يكون سرطان مع تضخم البروستاتة أو بدونه.
ولكنَّ بعض العلماء استنبط نسبة أخرى، هي نسبة الـ PSA الحرّ Free PSA (غير المرتبط ببروتين) إلى المجموع الكلي للمرتبط وغير المرتبط. (حيث يوجد PSA طليقاً ومرتبطاً ببروتين في الدم). فإذا كانت هذه النسبة أكثر من 25% ( أيْ أن الطليق موجود بكية كبيرة) فهو دليل على وجود تضخم ( حميد )، وإذا كانت النسبة أقل من 15% فهناك احتمال لوجود السّرطان. أما إذا كانت النسبة أقلَّ من 7% فالاحتمال كبير، وهذا ليس مؤكَّداً أيضاً. ولم يبق إلا أخذ نسيج حيٍّ من البروستاتة للفحص. وفي بعض الحالات قد تُخطئ الإبرة من التقاط العينة من ورم موجود فعلاً في البروستاتة، ولذا ليس مؤكّداً أن ليس ثمّة سرطان إذا كانت النتيجة سلباً، فتعاد العملية مرة أخرى أو أكثر تباعاً للحال، خصوصاً إذا كان الـ f PSA ( الطليق ) واطئاً. أما إذا كانت النتيجة إيجاباً فيكون لازماً اتّخاذ العلاج المناسب للتخلص منه وخصوصاً إذا كانت درجة Gleason (وجود خلايا شاذة بترتيب غير طبيعي) مرتفعة.
وهنا يتّضح أن المريض قد يعاني من نتائج عملية التخلص من (سرطان) البروستاتة (غير الموجود) وهو ليس بحاجة إلى ذلك، إذا كان السرطان بطيئاً لا خطر منه.
وقد تبيّن أنَّ 20% من الرجال الذين لهم PSA بين 2.5-4 وُجِد سرطان لديهم،
وانَّ 55-65 في المائة ممّن لهم PSA بين 4-10 لا سرطان لديهم. وعلى العموم إذا كان الـ PSA أكثر من 10 فالاحتمال قويّ جدّاً إن لمْ يكنْ مؤكّداً بأنَّ ثمة سرطاناً.
وهنا يمكن القول إنَّ سرطان البروستاتة سرطان غامض صعب تشخيصه، فبالشكّ واليقين يُمكن أن يصل مرحلة الخطر، فيفوت الأوان. وقد تكون تضحية التخلص منه، سواء أكان سريعاً أو بطيئاً، أمراً لازماً في الوقت الحاضر.
على أن هناك أملاً يجعل المصاب بتضخم البروستاتة يعرف فيما إذا كان ثمة سرطان، وإنْ كان، أ سريعاً مما يجب إزالته مع عواقب ومساوئ جانبية، أو بطيئاً يهمل فلا عواقب يتحملّها، إذا وُضع الجين المُكتَشف حديثاً في حيّز التنفيذ بعد نجاح التجارب عليه حالياً. هذا الجين المسمّى E2F3 أ ُكتشِفَ في 14 حزيران سنة 2004 في الأبحاث التي أجراها البروفيسور كولِن كوبر في معهد أبحاث السّرطان في لندن بالاشتراك مع البروفيسور كْـرِيسْ فوستر من جامعة ليفربول ، فوُجِدَ أنه يقع على الكروموسوم 6. وينتج بروتيناً من عائلة E2F، هذه العائلة تلعب دوراً حاسماً في السيطرة على دورة الخلية وتؤثر على فعل البروتينات مُثبِّطات السرطان. وفي نشرة منظمة الجينوم البشري HOGO في 26 أكتوبر 2005 وُجِدَ أنَّ هذا الجين يتضاعف كثيراً ويُفصِح ( ينتج بروتيناً) في سرطان المثانة المتنامي وهذا ما يُعطي خلايا الورم تعزيزاً للتكاثر بتنشيطه تشعّـباً للأورام السرطانية. وفي هذا الصّدد يُشبِّه د. كوبر السّرطان البطيء بالقطّة والعنيف (السّريع) بالنِّمر. أما كيف يُستخدَم هذا الجين لمعرفة السرطان بطيء النمو الذي لا يحتاج إلى اتخاذ إجراء لإزالته ( حيث يستطيع المُصاب به العيش معه بسلام طيلة حياته)، والسرطان سريع النمو الذي يجب أن تُتَّـخذَ إجراءات فوريّة لاستئصاله، فتتلخص بعمل ترتيبات (تصفيف) دقيق للنسيج الحيّ Tissue Microarrays (TMAs) المأخوذ من البروستاتة بواسطة الإبرة عبر مجرى البول، وعمل مقاطع من هذا النسيج تشبه رقعة الدّاما Checkerboard لمعرفة البروتينات المتعددة التي تصنعها الجينات المشاركة في سرطان البروستاتة، وتبيان العلامات الفارقة. وهو كما جاء في رسالة من معهد أبحاث السرطان في 6 أيلول 2006 إلى كاتب هذه السطور جواباً على سؤاله ( في عام 2005 طوّر الفريق " فريق البحث – الكاتب" هذه التقنية لكشف ضراوة علامات سرطان البروستاتة. يعمل العلماء في المعهد بدون كلل لاستحداث اختبار دقيق لسرطان البروستاتة و حصلوا على تقدم هام خلال السنين القلائل الماضية، ولكنْ استحداث اختبار لا يزال يستغرق بضع سنين.) هل سيستطيع هذا الفريق أو غيره النجاح في هذه المهمة التي ستكون ولا ريب اختراقاً كبيراً لخلاص من يشكون من قلق تعقيدات تضخم البروستاتة وعواقبها النفسية والجسمية في السّنين القلائل القادمة ؟ هذا ما سنراه في المستقبل القريب الآتي.
 Posted by Picasa
نصر حامد أبو زيد
: ثمة ظلاميون يتربصون بروح النص
منذر الشوفي


التحدي أو الصعوبة التي لا تقتلك تزيدك قوة بهذه العبارة بدأ المفكر العربي المصري نصر حامد أو زيد حديثه معنا، ويكاد يسرقنا الوقت ونحن نستمع إليه، وهو يكشف لنا حقولاً معرفية وفكرية شائكة تضعك أمام تحد كبير وتشعر بأنك أمام رجل بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني.هل من الحملة الظلامية التي أضرمت ضده وكفرته، وحاولت تفريقه عن زوجته؟ أم من الطروحات والأفكار الفلسفية والفكرية المتنورة والمعاصرة التي يتناولها أبو زيد في مؤلفاته اعتقد بأنه الأمر صعب، لذلك يري أبو زيد أن قضية تحرير المرأة هي بوابة مهمة في تحرير المجتمع، وليس كما ينظر إليها البعض علي انها حامل للأطفال فقط. ويؤكد أبو زيد أن الحرية هي الضمانة الأساسية التي تضع حداً للذين يقومون بالتكفير
التقت الدكتور حامد أبو زيد واجرت معه هذا الحوار
: تعرضت منذ فترة من الوقت، الكل يعرف إلي مشكلة مع بعض التيارات الاصولية في مصر، وأخذت أصداء كبيرة في العالمين العربي والاسلامي، ماذا شكلت لك هذه الأزمة؟ وهل دفعتك إلي البحث والكتابة أم انها احبطت طموحات نصر حامد أبو زيد؟ــ الانسان يقول دائماً التحدي أو الصعوبة التي لا تقتلك تزيدك قوة ، وهذه المشكلة هي مشكلة سياسية ومشكلة عامة في الوقت نفسه، ولاشك بأنها لها نتائج سلبية، ومنها أهمها بأنني لا أعيش في وطني، ولكن يحاول الانسان أن يجد نتائج ايجابية بأن يعمل المزيد من الأعمال ويعمل المزيد من الاختبار في الأفكار وأن هذه الاعتراضات علي الأقل الجادة منها، التي كتبت ازاء كتاباتي أن يأخذها مأخذ التحدي، ويحاول أن يختبر مشروعية هذه الاعتراضات، وبالتالي يطور أفكاره بطريقة أكثر دقة، وهذا الجانب الايجابي أنا الذي حاولت أن استثمره.. وبالتالي المشكلة حملت في طياتها جوانب سلبية واخري ايجابية.وأنا حاولت أن اركز علي الجانبين، لأن ما حدث بكل المقاييس شيء تدميري بالنسبة لثقافتنا، وفكرنا ومستقبلنا، وكان يمكن أن يكون تدميرياً بالنسبة لي، لكن أنا وزوجتي نجحنا في أن نتفادي هذه القوي التدميرية الهائلة التي كان يمكن أن تسببها لنا هذه التيارات الاصولية، وبالتالي لم تحبط طموحاتي بل دفعتني إلي المواجهة والتصدي لهذه الهجمة والتيارات الظلامية.û عندما هوجم طه حسين، وقفت الجامعة إلي جانبه، والشارع المصري هو الذي وقف ضده، ولكن ما حدث معكم العكس تماماً، تري ما الذي تغير في تركيبة الشارع المصري خلال هذه المدة؟ــ هناك أشياء عدة تغيرت، في أيام طه حسين كان في مصر إلي حد كبير مناخ ديمقراطي، ويوجد أحزاب وقوي سياسية أخري يمكن أن تتصارع، والذي حمي طه حسين ليس الجامعة فقط كونها مؤسسة، وانما كمؤسسة ضمن سياق مؤسسات أخري سياسية واجتماعية، ولا اعتقد بان الشارع كله كان ضد طه حسين. وهذا القياس ليس صحيحاً، ومن وقف ضد طه حسين هي المؤسسات الدينية، الذي كان ينتمي إليها أصلاً، والذي حدث هو غياب الديمقراطية وغياب المؤسسات وسيادة التيار الاسلامي السياسي بمعناه السلفي والتقليدي حتي تحولت الجامعة نفسها إلي مؤسسة فقدت علمانيتها، وفقدت طابعها المدني الذي كان يميز جامعة القاهرة عن جامعة الأزهر، والاتهام جاء من الجامعة في سياق خوف وفزع والنظام السياسي كله كان خائفاً، وهناك مفاوضات مع مادة الارهاب في السجون، في مثل هذا السياق وقعت علي قرار أو بيان ادانة أو تكفير، ولكن أنا أري بأن القضية كلها قضية سياسية، صحيح هناك غياب للحريات ولكن هناك وعي لدي الجماهير.والمشكلة عند طه حسين كان يكفي أن يسحب الجملة من الكتاب التي أثارت الضجيج، لكن لا تغير سحب الجملة من الكتاب ولا من منهجية الكتاب، وبالنسبة لي حتي هذا الحل لم يكن ممكناً، لأن هذا يستدعي مني أن اسحب كتبي وأحرقها، لأنني اتعامل بشكل مباشر مع قضايا واسئلة من شأن الاجابات الصحيحة عنها أن تهده سلطة المؤسسة الدينية، والسلطة هنا بمعناها السياسي والاقتصادي.. أنا دون أن أقصد وضعت يدي علي منظومة مصالح اقتصادية تتخفي باسم الدين، وهذا في النهاية يمثل تهديد، وهذا الشيء يتطلب اسكات هذا الصوت، واستخدمت ضدي كل الوسائل والأدوات وهذه الأدوات والوسائل لم تكن شريفة، حتي بعد الحكم وبعد أن رفضت زوجتي تقبل هذا الحكم اتهمت بالزني، واصبحت أنا متهماً بالردة، وبكل ما يمثله هذا من انعدام للضمير الاخلاقي عند الذين يكتبون، وانعدام بأي حس اجتماعي حقيقي، وهذا يعني لنا بأن القاتل الذي يريد أن يقتل مجرماً من أي حساسية انسانية، وأنا أتكلم عن الخطاب وليس عن القانون.ومع ذلك فمشكلة طه حسين مرت مع الشعر الجاهلي ولكن أعداءه كثير خارج الجامعة وظلوا موجودين، ولكن معي، أولاً كان رئيس الجامعة ينتمي إلي السلطة السياسية وهو فاسد الذمة والضمير.. ومشكلة نصر حامد أبو زيد كانت في مجتمع فاسد بالمعني الديني والأخلاقي والسياسي.. والفساد يسند بعضه، وحتي هذه اللحظة ما زال الفساد قائماً، والدكتور عبد الصبور شاهين نجم تلفزيوني.û في رأيك إلي أي مدي تقع محاولة تفريقك عن زوجتك ضمن هذا الاطار؟ــ أنا اعقد أن الذين عملوا ذلك لم يكونوا علي ذكاء عالٍ ليدركوا ذلك وأنا إلي حد كبير أوافق علي هذه المقولة، لأن المرأة عامل مهم في المجتمع حتي لو حضرناها وقهرناها وألزمناها البيت، ولكنها في النهاية هي الحاضنة للأجيال الجديدة.ولكن الذين فعلوا ذلك لم يفهموا معني ذلك، فعاقبوا امرأة لان زوجها في نظرهم أخطأ، وبالتالي وقعوا في تناقض منطقي، واعتقد بأن التيارات الاسلامية بمصر غير ناضجة في استقطاب المرأة، واعتقد بأن هذا أحد المعوقات في هذه المسألة، لأن الاسرة المصرية والمرأة لا يمكن أن تقبل بذلك، وربما بعض الناس الذين وقفوا معنا ربما غير مقتنعين بأفكارنا، ولكن أن تدمر أسرة ويفرق زوج عن زوجها هذا أمر غير مقبول.والمرأة استخدمت وللأسف الشديد بأشكال مختلفة، علي انها مجرد حامل للأطفال، وقضية المرأة قضية مهمة جداً جداً في مجتمعنا، وتحريرها بوابة مهمة جداً في تحرير المجتمع.û قلتَ بأن الأفكار لها اجنحة، مستشهداً بافكار ابن رشد بأن أفكار ابن رشد لم تمت، انما انتقلت إلي اوروبا، إلي أي حد لاقت أفكار نصر حامد أبو زيد قبولاً في العالمين العربي والاسلامي والعالمي؟ــ دعك من العالم الغربي، لأنه يمكن أن يقبل أي نقد، ولكن لنتكلم عن العالمين العربي والاسلامي، ولنأخذ كتاب مفهوم النص مثلاً طبع لحد الآن عشرات المرات حتي الآن، وأنا غير موجود في العالم العربي، معني ذلك أن تزايد الاقبال وتزايد القراء، وهذه الكتب يعاد طبعها بشكل سنوي، وهذا يعني أن جيلاً من القراء وجيل من الشباب يقبل علي قراءة هذه الكتب، وهذه مؤشرات ايجابية، والمؤشر الثاني الايجابي ترجمة كتبي إلي كل اللغات السلافية إلي الفارسية إلي الانكليزية إلي اللغة الكردية والتركية، وهذا يعني أن الأفكار تلقي قبولاً ليس في العالم العربي فقط وانما في العالم الاسلامي بشكل أوسع.وحتي هذا الذي حدث معي خلق اهتماماً متزايداً مع هذه الأفكار، لأن حينما يتم منع فكرة أو تضطهد فكرة لا يدري بأن يخلق هذا اهتماماً متزايداً بهذه الأفكار، وربما يكون اهتمام غير صحي، لكن علي كل حال هذا الاهتمام المتزايد معناه أن هذه الأفكار لم تمت ولا يمكن لها أن تموت.ومسألة الأفكار لها أجنحة وأنها لا تموت، واذا تنبعث التاريخ منذ حرق الكتب إلي قتل الحلاج واحراق كتبه، حقاً الحلاج مات، لكن أفكاره لم تقتل، وهناك شواهد كثيرة علي ذلك، والانسان في طبيعته فان، لكن الأفكار الحقيقية لا يمكن أن تموت لأن حياتها في ما يسمي العقل الانساني.û لقد تعاطف المجتمع العربي معك خلال الازمة التي تعرضت لها، ولكن ألا تجد معي بأن التيارات الاصولية تكفر المبدعين العرب والاسلاميين، في رأيك كيف يمكن أن نضع حداً لهذه التيارات الاصولية، ونقلل من تأثيرها علي حركة الابداع؟ــ أنا أعتقد انه لا يحد من هذه إلا ضمانة الحرية للجميع، ولنكن واضحين التكفير هو أداة أو وسيلة أو تكتيك اسبق من الجماعات الاسلامية واسبق من التيارات الظلامية التي نتكلم عنها الآن، فالقوميون يكفرون غير القوميين، الشيوعيون يتهمون بعضهم بعضاً بالانحراف، والانحراف معناه عدم الايمان بالقضية، وعدم الايمان بالحقيقية، وبالتالي مجتمع عرقي طائفي ومتحزب وايديولوجي مجتمع لا يؤمن بالحرية، العلامة الوحيدة فيها للسيطرة هو التكفير، التكفير بمعناه السياسي والايديولوجي والديني، وأنا اعتقد بأن الحرية إذا تم زرعها في المجتمع في جميع مستويات الحياة الاجتماعية، فهي كفيلة بأن تنزع هذا السلاح وتقتل فعاليته، كيف يمكن أن نؤسس لبناء مجتمع مدني وهذه القضية يجب أن تأخذ أولوية، بما في ذلك حرية هؤلاء الجماعات الاسلامية بعدم استبدادهم سياسياً، لأن مناخ الحوار هو الذي يحد من سلطة هؤلاء الظلامين.وفي فترات القلق والتوتر يكون التكفير هو السلاح، وفي فترات الانفتاح لا يوجد تكفير، كل الخطابات متاحة، ومتميزة بالتفاعل في ما بينها، والتيارات الظلامية هذا التعبير لا أحبذ أن استعمله، لأنه سيرد في ما بعد ليقول لي بالتيارات المنحرفة عن العقيدة، يعني هناك تبادل تهم، السلطة هي تخلقه، وكذلك السلطة تكفر، ومشكلتنا في المجتمعات العربية لا نستمع إلي الرأي الآخر ولا نتسع له، وكل فرد في الجماعة يعتبر نفسه مالكاً للحقيقة وبالتالي نحن نختلف حول المعاني ولا نختلف حول الحقيقة، لا نختلف حول وجود الله وحتي لو اختلفنا حول وجود الله فهو اختلاف بالمعني، ان الاختلاف هو أمر طبيعي، وهو ليس جريمة، ان هذا قدرنا الانساني أن نختلف حول المعني.û في الوقت الذي وقفت الدولة إلي جانبك، كانت الدولة او الحكومات تفتح الجوامع، ما هو رأيك؟ــ هذا الأمر أنا ضده تماماً، ودور الحكومة هو تنظيم المجتمع، فاذا كانت الحكومة تضع حراسة كي تحمي نصر حامد أبو زيد لكي تمنع قتله، أنا اعتقد انها لو منعت كل خصوم نصر أبو زيد من الكلام، لكانت تقوم بدور قمعي، وأنا أري بان المجتمع المصري يحتوي علي بذور المجتمع المدني، لأن الناس يلجأون إلي القانون، ربما هناك فساد في القانون، لكن الكارثة الحقيقية أن تلجأ الدولة للدفاع عنا، وفي هذه الحالة نكون تابعين للدولة وخداماً لها، وبالتالي دور الدولة هو تنظيم المرور لضمان سلامة المواطنين، وهذا يتم من خلال وضع اشارات حمراء وأخري خضراء وهذا التعبير الرمزي يجب أن يكفل عدم طغيان سلطة علي سلطة أخري، وللأسف فالحكومات عندنا تمارس دور العسكر المرتشي.û هناك خطوط حمراء، ينبغي علي المفكر أو المثقف ألا يتجاوزها، وعمليه اختراقها تسبب مشكلة، في رأيك ما الحل؟ــ اذا تصورنا امكانية تنظيم المجتمع بهذا الشكل، فهناك خطوط حمراء، أو ما يسمي الحد الأدني من الاتفاق الاجتماعي، وهذه الخطوط ليست فاصلة، وانما هي خطوط مرنة لأنه باستمرار يجب تحديد الحد الأدني والأعلي والأسفل، ولا يوجد حد أدني ثابت في أي مجتمع مغمي عليه.والخطوط الحمراء توضع في مجتمع قمعي عن طريق سلطة سياسية أو سلطة دينية، وكلتاهما تسند الأخري، أو توحد السلطتين فتضع خطوط حمراء، المتمثلة بالحرام والحلال. وأنا اعتقد بان مهمة المبدع أو المثقف أن يخترق هذه الخطوط الحمراء، ويجب أن نلغيها، هناك خطوط مثل قضايا التحرر الوطني، قضية نضال ضد الاحتلال وهنا ليس خلاف، ولكن الخلاف يعود حول المعني، بمعني كيف نناضل ضد الاستعمار.المسألة حساسة جداً، ومسألة الخطوط الحمراء تمثل خطراً علي قضايا عدة، وأعيد وأكرر أن مهمة المثقف اختراقها وتجاوزها، وبالتالي هذا الاختراق يجب أن يكون مقبولاً، وفي اطار القبول والتكفير هناك خطوط غير مرئية تختلف من كاتب إلي آخر، وقد يصل إلي مرحلة الجنون جنون فني حتي هذا الجنون يجب أن نتقبله بالسماع. وينبغي أن نسمح بالجنون، لأن بالجنون أحياناً يتأسس العقل، وهذه المسألة صعبة جداً جداً، ولو تأملنا ما قاله المشركون عن محمد في آيات القرآن، نجد بأنهم تجاوزوا خطوطاً حمراء كثيرة..!û أنتَ اعتمدت علي تأويل الآيات القرآنية، وما أخذ عليك أن القرآن نص ميثولوجي وانه ليس نصاً أدبياً يماثل النصوص الشعرية باعتبار أن الشعر هو ديوان العرب، وانه أكثر من نص، نعم ان القرآن ينتمي إلي الكلام، ومن الخطأ الذي مارسه أبو زيد في تأكيد أن القرآن نص لغوي، وما ينطبق علي اللغة ينطبق علي القرآن؟ــ نعم.. قل لي القرآن أليس نصاً؟ وهل هو نص موسيقي؟ ام ماذا، واعتقد بان هناك امكانية للتأويل، وعندما نقول نصاً لغوياً، معني ذلك أن بنية اللغة في ثرائها وفي تعددها علي مستوياتها العديدة، والنص اللغوي لا يعني كلمة هكذا، ولكن القرآن تحت أي نوع من أنواع النصوص ينطوي؟ وهل يستطيع أحد أن يقول لي بأنه نص غير لغوي؟!أنا أقول بانه مكون من كلمات، وهذه الكلمات في ما بينها علاقات علاقات بالجمل وبالتالي فهو يرتل ويغني وينشد وله ايقاع وله بنية دلالية، وهذه هي اللغة..، وقد يقول قائل بانه نص إلهي.. نعم هذا صحيح نص لغوي إلهي، والكون كله نص إلهي، ولكن غير لغوي، وهذه اشياء بديهية، ولكن الناس ــ وللأسف الشديد ــ الذين يعترضون علي ذلك كثر، وأنا أقول بأن القرآن نص لغوي أدبي بامتياز.û يري الباحث والمفكر السوري أحمد برقاوي بأن الحضارة العربية الآن حضارة راكدة وهي غير قادرة علي التأثير والحوار في الحضارات الأخري، في رأيك هل هذا صحيح، وإلي أي حد توافق علي ذلك؟ــ هناك خلاف بيني وبين البرقاوي حول هذه الحضارة هي ثقافة، أم الحضارة مختلفة عن الثقافة، أنا أوافق علي هذا الكلام، ولكن استثني كلمة حضارة واضع مكانها كلمة ثقافة، وأنا بالنسبة لي كلمة الحضارة العربية ما زالت ملتبسة، والحضارات التي نشأت عندنا هل هي حضارة عربية؟ أم عربية اسلامية؟ أم اسلامية غربية؟ والحضارة التي نسميها عربية أو اسلامية لا تنتمي إلي العرب، وانما العرب ساهم في صنع بعضها، ونحن نعيش في ظل حضارة انسانية توجد فيها ثقافات مختلفة، والثقافة العربية ينطبق عليها ما يقوله الدكتور برقاوي، وليس هي عاجزة عن الحوار مع الآخر، وانما هي عاجزة علي الحوار مع نفسها، وهذا هو الشيء الأخطر، وبالتالي لا يمكن أن تقيم حواراً مع ثقافة اخري، وأنت عاجز عن الحوار مع نفسك، وجميع المحاولات التي يقوم بها المثقفون والمبدعون علي تفاوتهم محاولة منهم لإزالة هذا الجليد عن الثقافة العربية من أجل أن تنهض ويكون لها دور في الحضارة الانسانية.û الآن وبعد أن كثر الحديث عن حوار الحضارات وصدام الحضارات، هل هناك حوار أم صدام وكيف ينظر المفكر أبو زيد إلي ذلك؟ــ في الاثنين معاً، هناك حوار وصدام عسكري وسياسي، وفي صدام مصالح ولا نستطيع أن ننكر، فالصدام موجود، ولكن في وسط هذا الصدام ينشأ حوار، فالغرب يكتب عنا، ونحن نرد علي كتابات فوكوياما وهنتنغتون، وهذا ماذا يمسي؟! انه حوار والحوار اعتقد بانه يتم عن طريق الصدام، والحروب الصليبية أكبر نموذج للصراع واستمر قروناً، داخل هذا الصدام حدث حوار، وإذا نظرنا إلي نتائج الحروب الصليبية سنجد انتصاراً عربياً اسلامياً وهزيمة غربية، لكن نتائجها علي المستوي الحضاري نهضة غربية وركود اسلامي، واذا تأملنا القرون التاريخية نجد أن عبر الصدام كان هناك حوار وتعدد للحوارات.فنحن نضع المسألة في ثنائيات، وبالتالي نحن نعيش حالة صدام سياسي واجتماعي واقتصادي ولكن هذا يتم من خلال آليات حوار، وقد يأخذ أشكالاً متعددة أم علي شكل ردود أو بيانات أو مظاهرة.. والحوار بين الثقافات يتم من دون ارادة المشاركين فيه، واذا وضعنا الحوار في معني التفاعل فسيكون الصدام تفاعلاً، وبالتالي يتضمن معني الحوار.
 Posted by Picasa
الوطــــــــــن - أنـــــــا = امـــــرأة
علي فرحان


اخافُ عليّ من الحبِّومن غرفةٍ في دميتنهار جدرانها كلّ حينْ.خيط حنينْ،يشدُّ بداياتنا المتعبة للسماء التي اهرقتها ، اصابعنا.وشوتها سفائن احلامنانبحر للمستحيل علي غيمةٍرصاصية / وطنٌفلنسمي القلائد درباً علي عنقٍضجّ فيه الصهيل . وباع الدليل خطي نجمتي نصعدُياليتنا لم نغامر بما في المسدس من ذكريات ولم نطلق النار ابعد من حبل ايامناليتنا لم نضيع شمالَ طفولتنا خلف شرقٍ به اخريات مدينتنا وجراح مساء تبيض عليه الهزائمالوانها الباهتة. قلنا سنبحر خلف البداية -فيها الذي ظلّ منهم، وماتركت امُّ اشعارنا من حليب الفصولِنشرب منه الذي لم يجف، ولم يشتريه السنونو وقوداً لرحلته الفائتة.تخرُّ علي عتبات النهاية اسماؤُنا ونتابع مجري التنصل من اوليات النهار نبكي علي وطنٍ في عيون حبيباتنا ضاع او هجرته مفاتيحنا لتفتح وقتاً نشيدُّهُ بالاغاني لهنَّ.علي حائط البحر : نحن مواسم للذكرياتْ نباعدُ مابيننا كي تمرّ السفائن منا الي وطنٍ في دخان السجائر / اجمل ما قد يجيُْمن البحر غرقي نشيدُّ بحراً ونغرق في رمله بحرنا = دمنا . ومايتساقط من ساحرٍ يحملُالبحر في قبعةنوافذ مشرعة للمجيء ، سنتبع شهوة ايامنا كنا علي البحر خاتم حُبٍ . صرنا علي الحبِّ خاتم حربٍتعبنامن الاغنيات الغبية ،منــا ياليتنا ماتعبنا . وياليتها لم تصلي لتقحم اعمارنا في جيوب قصائدها ثم تمضي أرضي وما يتبقي من الرغبات . صليباً عليه نشدُّ دماً ودمي كلما سقطَّ الحبُّراءُ النهاية تسرقهُقبلنامابينناوطنٌ : سمِّهِ ان شئت اجملنا بل سماءًعليها شعائرُ اسلافنا . ان نموت وتكبر اوطاننا
 Posted by Picasa