( لكي لا تكون مهنة التعليم مهنة من لا مهنة له )
د. عصام عبد العزيز المعموري
يعتقد الكثيرون من غير التربويين ان مهنة التعليم لا تتطلب اكثر من المام بتخصص اكاديمي ما ، وهذا اعتقاد خاطىء ، لأن هنالك اصول لهذه المهنة تسمى اصول التدريس ، ولكي يلم المعلم او المدرس باصول التدريس عليه ان يبحث عن اجابات للأسئلة الآتية :
لماذا ادرّس ؟ وكيف ادرّس ؟ ومن ادرّس ؟ وماذا ادرّس ؟ وكيف ادير صفا" ؟ وكيف اقوّم ما درّست ؟
ان الاجابة عن كل سؤال من هذه الاسئلة يمثل اصلا" من اصول التدريس ، فالاجابة عن : لماذا ادرّس ؟
تكون: ادرّس لتحقيق الاهداف التربوية المرسومة ، فلا تدريس دون اهداف تربوية ، والاهداف التربوية على ثلاثة مستويات هي اهداف عامة واهداف خاصة واهداف سلوكية . فالاهداف العامة لاشأن للمعلم بها لأن مصدرها وزارة التربية وتشتق من عدة مصادر : منها فلسفة المجتمع وتراثه الثقافي والبيئة المحلية وحاجات المتعلمين والتطور العلمي والتكنولوجي وطبيعة المادة الدراسية ومعطياتها ، اما الاهداف الخاصة فهي اهداف اكثر تخصصا" من سابقتها ويمكن التأكد من تحققها في نهاية الفصل الدراسي او السنة الدراسية لصف معين مثل :
-تنمية الميول العلمية نحو مادة الفيزياء .
-تنمية تقدير دور العلماء الذين اكتشفوا وجود كائنات صغيرة تسبب الامراض والوقاية منها .
اما الاهداف السلوكية فهي اهداف قصيرة المدى ومحدودة ويمكن تحقيقها في فترة قصيرة ( درس مثلا" ) وتعبر عن سلوك المتعلم لا سلوك المعلم ، وتكون قابلة للقياس والملاحظة .
اما الاجابة عن السؤال الثاني : كيف ادرّس ؟ تكون : لكي ادرّس لا بد من المامي بطرائق التدريس المختلفة وهي قسمان : 1- طرائق تتمركز حول المعلم 2- طرائق تتمركز حول المتعلم .
فطرائق القسم الاول تؤكد على قيام المعلم بتنظيم مادة الدرس وتقديمها للطلبة وهو الذي يحدد للطلبة ما يجب عليهم عمله واتباع ارشاداته وعدم الخروج عنها ، اما طرائق القسم الثاني فتؤكد على ضرورة مشاركة الطالب
في العملية التعليمية ويجب ان يكون محورا" لها وان تؤخذ اتجاهات الطالب ورغباته وميوله وقابلياته بنظر الاعتبار . اما الاجابة عن السؤال الثالث : من ادرّس ؟ تكون : لكي ادرّس لا بد من المامي بعلم النفس التربوي الذي يعنى بتزويد المعلمين بالمبادىء النفسية الصحيحة التي تتناول التعلم المدرسي لكي يصبحوا اعمق فهما" واوسع ادراكا" واكثر مرونة في المواقف التربوية المختلفة . والاجابة عن السؤال الرابع : ماذا ادرّس ؟
تكون : لكي ادرّس لا بد من المامي بالمادة العلمية التي ادرّسها ، اما الاجابة عن السؤال الخامس : كيف ادير صفا" ؟ تكون : لكي ادرّس لا بد من المامي بأساليب الادارة الصفية ، ومعرفة كيفية تجنب المشكلات قبل حدوثها ، وهنا لا بد من معرفة كيفية ادارة الوقت بحيث يكون الطلبة منشغلين في التعلم طيلة وقت الدرس .
اما الاجابة عن السؤال السادس : كيف اقوّم ما درّست ؟ تكون : لكي ادرّس لا بد من المامي بأساليب القياس
والتقويم ، فالقياس هو تقدير الأشياء او المستويات تقديرا" كميا" وفق مقياس معين ، وان الاختبار هو اداة القياس ، اما التقويم التربوي فهو الطرق والأساليب المتبعة لتقدير ما اكتسبه التلاميذ من معلومات واتجاهات تنعكس على النواحي السلوكية للتلاميذ محدثة" التغيير المنشود من الاهداف التعليمية والتربوية .
وهكذا نرى ان التدريس عمل صعب ، ويقول كركشانك Cruckshank نقلا"عن العالم التربوي المصري
( د. جابر عبد الحميد جابر ) في كتابه : ( مدرّس القرن الحادي والعشرين الفعّال .. المهارات والتنمية المهنية ) : التدريس عمل صعب وشاق ، ومن الصعب ان نفكر في مهن كثيرة لها هذه المقتضيات الثقيلة العقلية والجسمية والسيكولوجية ، من غير المدرّسين ينبغي ان يتابعوا المعرفة في علم او اكثر ، وينبغي عليهم ان
ينظّموا مجموعة او اكثر من التلاميذ ويديرونها ، ويوفروا لهم ما يكفل نجاحهم ورضاهم ؟ من غير المدرسين
، ينبغي ان يكونوا مهتمين لا بالعميل وحده ، بل والحفاظ على علاقات طيبة مع اسرة العميل ؟ من غيرهم يلام حين تنخفض الدرجات او تزداد الجرعة ؟ ما المجموعة المهنية الاخرى التي تخضع لقدر كبير من النقد القومي ؟
من غيرهم يجدون ان كل فرد تقريبا" له رأي فيما عليهم عمله وكيف يقومون به ؟ )
Yahoo. Com @ al_mamuriesam
e