١٨/٠٧/٢٠٠٥
أسرار الإبــداع
محمد الأحمد
المبدع هو أفضل من يجيد التحدث عن نتاجه، وأدرى كأهل مكة بشعابها، و لا غيره يدرك أبعاده. حيث يلتفُّ القلم على الأصابع، ويكون له تلمسها، أو يكون له تحسسها، أناء الكتابة. وعندما يقرأ الكاتب ما كتبه قبل عشر سنوات، تحضرهُ الرائحة تلك، وذاك الضوء بكل ظرفه، بكل الأشياء التي كانت بموضعها يتذكر الدقائق الصغيرة، وارتباطها بتفاصيل أخرى لا يلتقطها قارئ آخر، حتى و أن تكررت القراءة آلاف المرات. المبدع يتذكر المكان كله.. كما يعاد مشهد سينمي على جدار ذاكرته، بكل ما فيه من تداخلات، و ألوان، ومقاصد، وكلما يعيد قراءة إبداعه يكون غير راض عن نفسه- ليس تواضعاً، إنما المكتوب الذي نزل على الورق غير متكافئ مع المتخيل الكامل ساعة قرار بدء الكتابة.. يضطرب في الدقة التي ينحني لها إجلالا كلما يراها بكتابة الذين سبقوه، اوعلموه، وحركوا فيه الأشياء الراكدة الأكثر تماساً بالحقيقة التي لا يكون دونها موجوداً.. يتحسس النقص بكامل ظرفه الزماني، والمكاني ويكون غير مقتنعاً بمنجزه قياساً للذي حدث، فالكاتب الذي تعلم من التجربة والمراس يكون النقص شاخصاً على الدوام أمام عينيه، ويشعر به كجرحٍ غائر، لا يهدأ له بال ما لم يضع علاجه الناجع بكتابة أخرى، ليعمل على التخلص من العيب الذي أرقه، ولكنه قطعاً يجد نفسه قد وقع في عيب آخر يُمني نفسه أن يتجاوزه في نتاجه الثالث،والرابع، وهكذا :- الإبداع هو تواصل القلق المشروع الذي يعرفه القاصي والداني من المبدعين، وغالباً ما لا يشكل عند الآخر الذي لا ينتمي إلى إبداعه. وإبداعه الذي يدعيه من جهد غيره لن ينتمي إليه أبدا، كلاهما ينفر من الاخر، ومنفصلان عن بعض.. بل الكتابة تعلن عن اسم كاتبها وانتمائها الحقيقي الذي لن يغيب طويلا كونها منتمية لكاتبها بكل ما فيها من صياغة وتركيب:- سواء في الكلمة أو موقعها من الجملة، ولا يتشابه أحد مع أحد حتى وان أجاد المنتحل التقليد، فالمكتوب هو تاريخ المبدع بكل تفاصيله مهما حّرف المنتحل به وأن يلبس ثوباً غير ثوبه، ومهما بدل من العناوين فالسرقة أن لم تفضح الان، ومهما تأخرت فإنها لن تدم طويلا، لان المنتحل يجد ضالته أمام المنجز الذي نسبه إلى نفسه، وان هذا الدم الذي يدعيه ليس منه، و تفاخره لن يدوم طويلا وستعود إلى الذي بعطاء متواصل يثبت أقدامه، وبعطاء هزيل يزيل ما يطمح !.
[1] محمد الأحمد كاتب عراقي (يفتخر بأنه لم يكتب لصدام المنحل) اصدر الكتب التالية:
* جمرة قرار ابيض (قصص)* حركة الحيطان المتراصة (رواية)* أربع و أربعون متوالية (قصص)* بعد الجمر ..قبل الرماد (قصص)* ما بين الحب والحب (قصص)* يستحق القراءة (نقد) معد للنشر- مقالات في تحسس الأدب الجديد
المبدع هو أفضل من يجيد التحدث عن نتاجه، وأدرى كأهل مكة بشعابها، و لا غيره يدرك أبعاده. حيث يلتفُّ القلم على الأصابع، ويكون له تلمسها، أو يكون له تحسسها، أناء الكتابة. وعندما يقرأ الكاتب ما كتبه قبل عشر سنوات، تحضرهُ الرائحة تلك، وذاك الضوء بكل ظرفه، بكل الأشياء التي كانت بموضعها يتذكر الدقائق الصغيرة، وارتباطها بتفاصيل أخرى لا يلتقطها قارئ آخر، حتى و أن تكررت القراءة آلاف المرات. المبدع يتذكر المكان كله.. كما يعاد مشهد سينمي على جدار ذاكرته، بكل ما فيه من تداخلات، و ألوان، ومقاصد، وكلما يعيد قراءة إبداعه يكون غير راض عن نفسه- ليس تواضعاً، إنما المكتوب الذي نزل على الورق غير متكافئ مع المتخيل الكامل ساعة قرار بدء الكتابة.. يضطرب في الدقة التي ينحني لها إجلالا كلما يراها بكتابة الذين سبقوه، اوعلموه، وحركوا فيه الأشياء الراكدة الأكثر تماساً بالحقيقة التي لا يكون دونها موجوداً.. يتحسس النقص بكامل ظرفه الزماني، والمكاني ويكون غير مقتنعاً بمنجزه قياساً للذي حدث، فالكاتب الذي تعلم من التجربة والمراس يكون النقص شاخصاً على الدوام أمام عينيه، ويشعر به كجرحٍ غائر، لا يهدأ له بال ما لم يضع علاجه الناجع بكتابة أخرى، ليعمل على التخلص من العيب الذي أرقه، ولكنه قطعاً يجد نفسه قد وقع في عيب آخر يُمني نفسه أن يتجاوزه في نتاجه الثالث،والرابع، وهكذا :- الإبداع هو تواصل القلق المشروع الذي يعرفه القاصي والداني من المبدعين، وغالباً ما لا يشكل عند الآخر الذي لا ينتمي إلى إبداعه. وإبداعه الذي يدعيه من جهد غيره لن ينتمي إليه أبدا، كلاهما ينفر من الاخر، ومنفصلان عن بعض.. بل الكتابة تعلن عن اسم كاتبها وانتمائها الحقيقي الذي لن يغيب طويلا كونها منتمية لكاتبها بكل ما فيها من صياغة وتركيب:- سواء في الكلمة أو موقعها من الجملة، ولا يتشابه أحد مع أحد حتى وان أجاد المنتحل التقليد، فالمكتوب هو تاريخ المبدع بكل تفاصيله مهما حّرف المنتحل به وأن يلبس ثوباً غير ثوبه، ومهما بدل من العناوين فالسرقة أن لم تفضح الان، ومهما تأخرت فإنها لن تدم طويلا، لان المنتحل يجد ضالته أمام المنجز الذي نسبه إلى نفسه، وان هذا الدم الذي يدعيه ليس منه، و تفاخره لن يدوم طويلا وستعود إلى الذي بعطاء متواصل يثبت أقدامه، وبعطاء هزيل يزيل ما يطمح !.
[1] محمد الأحمد كاتب عراقي (يفتخر بأنه لم يكتب لصدام المنحل) اصدر الكتب التالية:
* جمرة قرار ابيض (قصص)* حركة الحيطان المتراصة (رواية)* أربع و أربعون متوالية (قصص)* بعد الجمر ..قبل الرماد (قصص)* ما بين الحب والحب (قصص)* يستحق القراءة (نقد) معد للنشر- مقالات في تحسس الأدب الجديد
وحيدة حسن
في لا وعي نخلة
د. وحيدة حسين
مختلط انت ،،وحبيبي وزجاج
من يدري بانني ساكون سواك
انهض من المؤاب كي
تلثم دموعي،،الأسماء الباردة
من يدري بانك ستروح،،لتترك لي جثتك في ثياب آب
من يدري انني ساكون سواك
وان الارصفةستسرق المعلم من اعشاب المائدة
وانني والشرطي والقدس ،،سنبايعها على الخلافة
من يدري بأن حمزة يسقط ،،
قبل ان يقتل الصراصير
التي تلوك كبد الصحيفة
من يدري بأن سيكارة الشوق ،، ستحرق ربا كان من خشب
من يقاضي تسارع اقلامي ،، وحبر قلبي ،،والتاريخ المومأ علي
من يشابه سؤالي ،، او يساوي حقيبتي ،، او يستعيدني للزنبق
بعدما نفضت جبينك عن دروسي
واين المسافة التي كانت من لؤلؤ ،، كي اتبع اليها لحيتك
واصحح الشمعة في الطريق الى توهمك
ميت انت ،،ومدسوس ونبي
بعدمانسيت ظلك في جيوب الشوارع
وانا التي ابحث عن القدس بين صبيتك،،
وهاهم يهود البارحة يسترخون في عينيك
من يشير علي بالضحك ،،وبالغباء
من يهلهل بوجه بغداد ،، ويهدي اليها معطفا او منديلا
من يمسح الغبار عن ذاكرتها كي تتهيأ للقمار
من يستدل على رصيفها بين اصابعي
اويقرأ في راحتيها عطشي ..
حتى يحترق الدخان في الساعة المتبقية من سكراتك
قبل ان تغمض عيني على جنودك المترددين
القلم كنت ،، وظلا يقايض البنفسج
وفي وضح الشرطي كانت النخلة بلا اجفان ،، وفي قلبها يتعبد يسوع
وفي وضح الاغراب ،،
كانت جيوبي تنبح بدنانيرك ،، وبالاموات ،، وبالرجاء
كلما ادنو من نومي ،، اجدك تستيقظ على صفحات الذكرى بضراوة
واجدك ولا اجدك ،،
تنتحر الوردات من على شرفة كانت بالامس تنتضرني معك
وكانت بالامس تشرق بالازدحام الذي سيصيبني فيك
قبل ان تتقيأ السطور حملها
قليل انت ،، ومدان وشهيق المدرسة
ويتساقط المعلم من اصابع الزيتون ،، وانا التي جئتك من قلب النخلة
كي التقط لك صورة في مراياي
لكن شيخوخة يديك كانت اكبر من جوازي
اسرعت الى بغداد ،، قبل ان يصرخ المنديل
وعدت الى بغداد ،، قبل المؤاب ، ولم اشم حناءها الذي راودتني فيه
عدت الى بغداد ،، كي اشك من جديد في صلواتي
وقبل ان تشهد القرى ميتتك
عدت كي انسى انهم يقتلونك هناك ،،
وكي لا اشنق البيوت التي توهم الرهان
وكي اغادرك ،، يابضعتي
ياباقة وعودي ،، حتى تضيع قرب النزيف
علي فرحان بقلم مشتاق عبد الهادي
إذا كان المسدس أول القتلى … فمن القاتل إذن…؟]
قراءة
مشتاق عبد الهادي
أن عنصر الإغراء ضرورة من ضرورات الكتابة الشعرية ، وهذا الإغراء يكمن في كل مفاصل ومقاطع القصيدة وفي مجموعة [المسدس اول القتلى] الشعرية ، الصادرة عن منشورات اتحاد الأدباء والكتاب /ديالى لعام 2002 ، للشاعر علي فرحان ، نجد ان عنصر الاغراء متوفر في كل أركان المجموعة بدءاً بلوحة الفوتوغراف التي صممها الاديب المبدع صباح الانباري مروراً بعنوان المجموعة الذي يسحبنا للانغماس بالتأويل العقلاني حتى يصل بنا الى التأويل الفوضوي ، ذلك التأويل الذي يجعل القاريء مشتركاً في كتابة النص ، وعبارة الفوضوي هذه لاتخص قاريء واحد فقط بل عدة قراءٍ تتباين ثقافاتهم واعمالهم وحتى تجاربهم من خلال تأويل المذكورين اعلاه تولد الفوضى اللذيذة التي تجعل كل قاريء يفهم ويؤول من النص ماتريد دواخله بمعزل عن ارهاصات الشاعر ، ففي قصيدة [نشيد السواد] ص 5-18 يروض الشاعر نمر القصيدة ليعترف : ((ان المسدس اول القتلى)) اذاً… هنالك تمنعٌ يتمثل بنمر القصيدة الذي يحاول الشاعر ترويضهُ ،ومع ذلك فان المنطق اللاشعري يقر بأن المسدس اداة بيد القاتل فكيف اذن قُتل…؟ واذا كان المسدس اول القتلى فمن القاتل اذن…؟ بل من سيكون اخر القتلى …؟ان الشاعر علي فرحان ومن خلال تضاد شعري بعث القلقلة باطباق اللغة الشعرية وجعلها اكثر وضوحاً ونضوجاً من خلال تفعيلة لحنٍ غافٍ تساقطت اعمدة الرموز فيها اقتنصها المسدس/ القتيل ،فيعلن الشاعر وصيته بالحنين وكذلك ((بالسفن التي تأتي وبالغرقى القدامى )) اذن … انا أُقرّ بأن المسدس اول القتلى لآنه ببساطة أداة مسيرة والشاعر حتماً سيكون اخر القتلى لانه كائن مخيرُ وخالدُ بفراشاته.
وفي قصيدة[ طحين العصافير ]ص 19-20 تتساقط من خلال اسقاطات متوالية كل الارائك وكل اماكن الاتكاء وتتلاشى ، وذلك لان الشاعر قد شيد من اللاشيء جدرانً للآمان ولكن هذا اللاشيء يُشهر الفراغ بوجه من يحاول دَقَّ مسمار الحقيقة في جدار اللاحقيقة ، أذ لاجدار يحتضن حقيقة الشاعر فيصرخ:((نَدقَّ مساميرنا في الفراغ ونبكي ، أيا وطني أين جدران أرواحنا …؟)) ومن وسط هذه العتمة الغبية ينبثق ضياء قد ينمو من خلال طحن الاحلام او الايام او الرسائل التي تُقمط((قصائد يافعة)) انها تضحيات تخص عنصر الشمول ، هدفها افتراض جسد /طفل ، يؤطر بجماله صورة الوطن او صور الاوطان ، فيكون هنالك مانستطيع ان ندق عليه مسامير همومنا.
وفي قصيدة [بين الناي والقطار قُتل المحارب]ص 21 –26 ، إدانة للحرب وحزن أيامها المتمثل بأنين الناي الذي يلجأ أليه الشاعر كلما لجيء المحارب للقتال ، اما القطار فهو امتداد حديدي غير عادي ، هو أجنحة موت سريع يأخذ مع الأيام ارواحاً والواحاً واحلاماً كان لها حق بالوجود ومعانقة النور ، أمام هذا الوضوح المقيد بالسلاسل ، ما كان أمام الشاعر الا ان يقول :
((سلاماً قطار الحروب السريعة ، أخذت من الروح أجراسها))
وفي قصيدة [فيروز]ص 27 – 28 حول الشاعر مطربة العرب الخرافية – فيروز – الى أسطورة تحاكي همومنا على لسان الله أثناء الصلاة من خلال ((كيفك أنت …؟)).
هذا السؤال الذي يتطلب الرد عليه ،دموعاً وقصائد ،وقنابل تبعثر الكلمات وتكسر قوائم العالم فيبقى ذلك العالم كسيحاً ومهاناً حتى يلمله ذلك السؤال /الاغنية .
وفي قصيدة [دمعة في الفاكس]ص 29 – 32 :نواحُ عبر الفاكس يرسله الشاعر مغلفاً بدمعة يعقوب ، نشيدٌ احتواه الرحيل ، وبالغربة صيّره قصائد ندم وبكاءٍ يسيل ((تسيل على كُمَّ حُزنك أعمارنا))
وفي قصيدة [احتضار الشاعر اللص ]ص 33 – 40 ، استعراض لقيامةِ منكوبٍ بطعنة ليل ، يبعثُ بعد الموت مع قيام الفجر ، اذن هنالك نبيُ يموت ، وهنالك افتراض يطرح فلسفة خاصة بمتوالية الموت ، هذا الموت المهدد دوماً بالقيامة ، وتلك القيامة مهددة ايضاً بالغربة الظلماء التي تجدد عملية الموت ((يا رجلا لا تجيد سوى الموت ))، ولكن قبيل الاحتضار هنالك دعُاءٌ او أُمنية تأخذ شكل الأنثى /البلاد((ليت الليل يبيض براحة كفي امرأة تعبق منها رائحة الوطن الازلي)) اذن المرأة في قصائد علي فرحان هي مسلة تاريخية تتغير أشكالها وصورها ، وتنعكس هذه التغيرات على العدسة /القصيدة ، الخاصة بالشاعر فقد اتخذت المرأة او ارتدت ثوب المواء في مرحلة ما ، فتخلفت قصائد الشاعر بالصهيل ، وتحلُّت المرأة في مرحلة بِحُلة المدينة، وبالمقابل تقمصت قصائد الشاعر شكل نهر اجتاح فخذي تلك المدينة ، وظلت هذه التقلبات والتطورات تتخذ مراحل تقابلها مراحل خاصة بالقصيدة حتى وصلت المرأة ذروتها لديه فصارت بلاد ((كنت قبيل الحرب شجيرة لوزة ، كنت اعد ثمارك ومفاتن وطني )) .
وفي قصيدة متفردة بموضوعتها وطريقة عرضها من خلال المحاكاة الميثولوجية الخاصة بالمدينة/التاريخ ،حول علي فرحان في قصيدة [ليل معطل ]ص 41 – 43 ميثولوجيا المدينة بكل ثمارها وسبائكها إلى امرأة تكالبت عليها الأجيال متمثلة بسنوات من عقود وقرون وأجيال يضلل أحدهم الآخر ، فمسخوا بذلك التحريف الجسد والبسوها فصارت كما يقول :((وانك عاهرة رغم جراحاتك يابنة هذا الليل القواد)) ان علي فرحان برئتيه الشعرية يستنشق الكذب والتزوير والحزن والقتل والحروب ، ويطلقه زفرة شعرية طويلة جدا امتد تألقها فتشظى شتائما تخص المدينة /الضحية ، وكذلك القواد الذي عطل عجلة الليل الرتيبة نكاية بالصباح،ويمضي علي فرحان على نهج يكاد ان يتوحد فيفترض في قصيدة [الولد الناصري]ص 44 – 49 مدينة تتمثل بالحضارة ، ويفترض أيضا [صبي/نبي - فيها] واجبه التمسك بالحضارة المتمثلة برمال حمورابي الثائرة وحفظ ماء وجه الجنوب هذا النبي المطارد ، قد خبأ تراب الحضارة وبكارة الأرض وطهارتها وضلل ذلك لصوص التراب الذين يشهرون سلاح الاندثار والموت والقذارة بوجه رمال شاء الله ان تكون خالدة وثائرة وطاهرة.
أما قصيدة [غنائم للروح]ص 50 – 53 يمكن من خلالها ان نفهم بان الشاعر قد مارس غربتين ، غربة خاصة بالروح وغربة اخرى تخص الجسد ، وفي كلا الغربتين تكون هنالك ثمة غنائم ، انها كنوز من كلمات معبأة بصندوق القصائد البلوري ، ومن هنا يمكن ان نقارن بين غنائم الشاعر من خلال هاتين الغربتين ، وذلك لانهما تجربتان شخصيتان قام باحداها الشاعر في سنوات قليلة رحل فيها خارج الوطن ، وعقود من الخوف والحرمان والجوع والظلام كانت قبل ذلك الرحيل ، ومن خلال المقارنة بين غنائم الروح الخاصة بغربة الروح وغربة الجسد ، أستطيع القول بان الغنائم التي حصدها الشاعر من خلال غربة الروح كانت اسمى واجمل ، وكذلك متعته نفائس لا حصر لها ،إذن أقول الغربة في الوطن احلى واسمى واجل كما قال شاعرنا السياب في قصيدة [غريب على الخليج ]: ((الشمس اجمل في بلادي من سواها ، والظلام … حتى الظلام ، هناك اجمل فهو يحتضن العراق)).
قد قدم علي فرحان مجموعة متميزة ،فيها فلسفة للقتل والقاتل واداة القتل من خلال حرب وغربة وقبلة وانفجار وموت جعل المسدس حقاً اول القتلى .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)