١٣‏/٠٧‏/٢٠٠٧


رحيل الشاعر والصحفي اديب انو نوار ..

الله معك .....ايها الوفي النبيل
ابراهيم البهرزي

بعد ظهيرة هذا اليوم,السبت السابع من تموز ,انطلقت من قمقمها روحك الطهورة ايها الحبيب الذي ما اذى طوال اعوامه الخمسين جنح ذبابة, ومن بعد اذى مريردام لثلاث سنين خلت,واربع عمليات جراحية في الراس,بعد اذى كان يكابر عليه محتفظا حتى الشهرالاخير بطلعته السامقة البهية, هنا في غرفة الضيوف هذه قبل نحو شهر من يوم الرحيل هذا,كان ينظر من النافذة للحديقة المنزلية الصغيرة مداعبا ولعي بشجيرة الرمان,مستذكرا
ظلالها الوارفات لربع قرن مضى من المسامرات والغناء والجدل.......
بعد ظهيرة سبت ابن كلب في السابع من تموز من عام الرمادة هذا,حملت كل سماحتك واريحيتك وصراحتك الفريدة في زمان البغض والكابة والنفاق
لتهج من زمن لم يعد يليق بالنبلاء منفتحا على الحرية الوحيدة التي اتيحت لك ووجعي يقول في سري :
حسنا فعلت,لانك كنت تردد دوما ان الزمن لم يعد جديرا بالنبلاء..........
حسنا فعلت ايها النبيل, قلت في سري ايضا بعدجهشة عميقة من البكاء الذي ذكرتني به وكنت قد نسيته منذ ربع قرن ,ويزيد..
الله معك...ايها الرحب في زمن يضيق على الضمائر البيضاء
الله معك...ايها القديس المرح في زمن العهر المعمم
الله معك...ايها النبيل الذي ما غير جلده مذ عرفته طفلا فصبيا فيافعا فكهلا مكتمل الوسامة في الخمسين
الله معك ...يا ربيع ذكرياتنا ومغامراتنا واحزاننا واهة البلد الجريح
الله معك...ايها الجريء الواضح في زمن الجرذان المرائية
لقد كان عندك الكثير من الغناء الذي ضاع في ضجيج مهارشات الديكة المخصية
وكان عندك -حتى في حندس المرض -اقمارا من المزاح والسخرية التي تفرج عني الكروب...
ومازلت تحت ذهول الرحيل غير مصدق انك تسبقني اليه ايها اليافع الغض الذي ظل يسخر من عللي المبكرة لربع قرن مضى,وكنت تتسائل متحيرا باي شيء سترثيني انا الصموت الذي لا اترك خلفي اثرا للذكريات,وها انا حائرباثار ذكرياتك الجمةوباية شقفة منها سابتدا الرثاء,وقد انتبهت بعد ضهيرة التشييع، ان لا مكان لي بعد في هذا الزمن فحيثما خطوت ثمة الذكرى تسد علي الطريق منادية : يا لتلك الايام، الله معك... ومع الخمس والثلاثين عاما من رفقة السهر الطويل والصبر الجميل,ولقد عددت على ضربات قلبي من من كل الخليقة كان له نصيب الشمس والقمر في الخمسين عاما التي عشت فما زاد عليك احد من اهل ولاعشير..
الله معك ...يامن اتلف العمر بسبب اريحيته,فعاما في السجن رقم -1 - لاجل نكتة في اوائل الثمانينات واربعين يوما في جهنم -الرضوانية - لاجل قبلة
لفتاة, واخيرا اعتقال من قوات الاحتلال لاجل جلوسك في باب المنزل غير ابه لمرور المدرعات والمارينز....
اعرف ان الناس قد يسجنون لاجل سرقة او جرم , الا انك الوحيد الذي سجن لاجل نكتة وقبلة وجلوس امام باب الدار
مرة كانت حياتك ايها العسل المكتوم ,مرة في جبهات القتال, مرة في السجون ,مرة في شظف العيش ووحدته,حيث لا وظيفة ثابتة ولا امراة حنون,
ومرة كانت حتى بعد رحيلك عنها حيث تهاوت حولنا قنابر الهاونات ونحن في اول ساعة بمجلس العزاء,فرفع السرادق واضيف الى لائحة النعي المعلقة في
سوق البلدة عبارة - وبسبب الظروف الامنية تعذر اقامة مجلس الفاتحة وعذرا للمعزين -
حتى في موتك لم ترد ان تؤذي احدا هكذا عشت وهكذا رحلت كنسمة رهيفة في زمن العواصف الهوج
الله معك ..الله معك .. ايها الحبيب يا ابانوار ..لقد تركت لي الزمن الموحش والعزلة الخانقة مع مطر من الذكريات الندية ممتزجا بالدمع,
اقول الله معك..وقلبي يقول حسنا فعلت..فهذا الزمان لم يعد جديرا بالبقاء...فالبلاد التي حلمنا بها وحملنا لاجلها الكثير من الندوب في القلب ها هي تتهاوى
امام انظارنا,وما رايناه كفيل باجتراح الموت قبلما ان ...تكون المنايا امانيا
الله معك ياشقيق العمر المقتول
باي سارثيك وقد كسدت المراثي...فعذرا؛ لقد اورثتني من جميل الذكريات ما اخشى ان لا اطيق معايشته والداب عليه لشدة الوهن.. الله معك الله معك الله معك .....كل انفاس البساتين في بهرز تشهق اليلة مستذكرة شموعنا ومواقد النار في زمن فرولن يعود لحضرتها ابدا ..ابدا يا ابا نوار
لقد كنت يوم تسالني عن حالي في السنين العجاف الاواخرلا تسمع مني الا قول الشاعر:
رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه
والان لم املك وانا عائد العشية عبر الحقول التي اوت مسااتنا غير ان اردد مختنق العبرة :
قال لي من احب والبين قد جد والتظت في الفؤاد نار الحريق
قال ما في الطريق تفعل بعدي قلت ابكي عليك طول الطريق
adeeb.memori@Gmail.com