١٣‏/٠٦‏/٢٠٠٦


شفافيةُ السرد في قصص ضوء العشب
قصص : أنور عبد العزيز
قراءة : محمد الأحمد
يُحيلنا القاص (أنور عبد العزيز) بمجموعته القصصية الجديدة الصادرة (2006م) عن دار الشؤون الثقافية العامة، الموسومة بـ(ضوء العشب) إلى ما كان يقوله الأديب العالمي (ادغار ألن بو) حول القصة القصيرة (عمل بنفس واحد، ويستدعي لقراءة متأنية ساعة أو ساعتين، و يجب أن تقرأ في جلسة واحدة)، وغالبا ما تحوي كلماتها المحدودة على عالم متكامل، ترسم حدوداَ للزمان الذي حدث خلاله الحدث، وأيضا المكان الذي دار عليه الحدث، وكلما غاب أو شحب الحدث يفقد جنس القصة القصيرة خصاصة مهمة من مقوماته البنائية، فالقصة كعمل فني يتحصل على محور ثابت يكتسي لحماً وموقفا يسرد علينا غايته، ويخبرنا كيف يكون كاتب القصة المقتدر، على الأغلب، الوحيد الأدرى بشعابها، ويكون عليما بتفاصيل سردها الدقيق، لأنه يقصها علينا من الحياة، وما يقبض عليه من حدث، مؤكدا، بأنه يخفى حدثا آخرا، خفيا، غير الحدث الظاهر، وكم تكون تلك القصة ساذجة إن لم تفتح الطريق إلى قصد آخر، والقراءة للقصة في ظرف واحد تؤدي بالقارئ إلى الاستدلال على الرسالة السارية ضمن القصة، وبتلك يكون للقصة التي بين أيدينا بعدا جماليا آخراً، وربما قصر الأداة، تبدد الظاهر والباطن، وتعطي ضياعا، أو ترهلا للعمل، ويكون القاص القدير هو الأكثر علما بما وراء تلك الغاية، ومن سردها بكل ما يتقن. ففي الغالب تترك القصص البديعة، الصقيلة، ذاتها مفروشة على غمار الذاكرة لتعطي للحكاية سحرها وضوءها، فتشع المعاني الجميلة كلما ركز في مسيرتنا على الألوان وتفاصيل تدريجاتها، وعلى الخطوط وتعرجاتها، أو التقاءآتها لتخلف في ذهن متلقيها حكاية أخرى، بمعنى آخر، وغالبا ما تتشكل باخضرار بهيج لن تنساه الذاكرة، فالألوان والخطوط هي سمة القص الذي ينحته الأزميل المبدع للقاص، وهذا ما كان ذاهبا إليه (ابن رشد) عندما شرح ولخص كتاب أرسطو طاليس في فن الشعر؛ إذ ذكر (وقد علمنا إن الصناعة الفنية تحكي الطبيعة، وتروم اللحاق بها والقرب منها على سقوطها دونها، وهذا رأي صحيح وقول مشروح، وإنما حكمتها، وتبعت رسمها، وقصت أمرها، لانحطاط رتبتها عنها
[1])، ولان القص في اللغة العربية يعني تتبع الأثر، من النبع والى البحر، فإن القصة القصيرة تعني أيمًا اعتناء بتتبع أثر لحظات إنسانية حياتية شديدة الأهمية منتقاة من صميم الذات، وتفاعلها مع كل ما هو محيط بها. والقاص الحاذق لأجل أن يمضي قارئه معه بنهم حتى وصول الرسالة إليه كاملة أن يكون الكاتب معه مراوغا، ولأجل أن يوقع القارئ في فخ التشويق، وغالبا ما تكون القصة التي يتوقع نهايتها، باهتة. فالقص في جوهره وجهة نظر حادة وتؤشر موقفها من الحياة. فالقصة التي حملت اسم المجموعة (ضوء العشب)، تكشف عن بطولة ضائعة، لكلب أخذه التحدي إلى حتفه، أحالته أوساخ المزابل إلى لون لا بياض فيه، فالقصة لم تكن قصة (كلب بيوت، ولا كلب حراسة، ولا كلب رعاة، ولا كلب صيد، لم يكن كلبا أنيقا نظيفا مغسولا مترفا بطرا بنزواته، كان كلبا عاديا تائها ضالا متسكعا مما نرى مثله الكثير في أزقة المدن ودروبها وشوارعها وساحتها. لم يكن كبيرا و لا صغيرا، سمينا أو نحيلا مهزولا- ص13)، وقد حوت مجموعة القصص القصيرة على تسع عشر قصة قصيرة، أخرى، تنوعت فيها أدوات السرد باختلاف مضمناتها بالزمان والمكان.. حيث افترشت المجموعة بأبطالها المختلفين الطيبين والشريرين، واختلطت الحقائق والأكاذيب، بالفاضلين والماجنين، بكل ألوانهم التي كشفت عنها القصص، التي اعتمدت الإيقاع البطيء لسمفونية الزمن حيث جرت عليهم السنون وخلفتهم في عربات الحياة تعبون من مشوار ترحالهم، ومن بعد بدت عليهم علامات الزمن الثقيل الذي تكدس في المآقي، وبدت على وجوه إبطال القصص عراقيتها وعراقتها حيث توضحت قسماتها، وابيض من الشعر ما كان اسودا.. قصص حوت جمالا وصفه الكاتب بتمكن العارف لأنها حكايات زمن ثقيل بانت من بعد أن مات من كان حيا تاركاً وراءه دورة أخرى مكللة بضوء العشب. فـأصبحت (العين إنسانية حين أصبح موضوعها موضوعا اجتماعيا مصدره ومصيره الإنسان- هيكل). كما قصة (الوليمة) تعوّل على فضاء المكان وتمضي كحكاية للتذكر البعيد، (صدى السنين الحاكي) وللأمكنة التي لم تنسها الذاكرة، ويبقى هدفها أن تتعقب الذكريات خطوات الحوادث، وتمشي الهوينى على مساحات الحلم في مدينة (الموصل)، وبالذات حي (القليعات)، في محلة (الشهوان) ومحلة (الكوّازين) حيث الأزقة الملتوية الشاحبة بظل العتمة والرطوبة- ص27)، وقصة (القناص - ص58) بدلالة اسمها عن رجل يقنص بكاميراته، فنان يحترف التصوير، يتصيد ما سوف يفلته الزمن، والصورة تبقى محتجزة ضمن لحظتها، ولكن إنسانها تبلغ به السنين عتيدا، فيتهدم ما كان وتبقى الصور قابضة على سرّ القوة التي تحولت اليوم إلى وهنًّ، وبفطنة يعطي القاص اسما لمكان موجود مرسخا (يقع في بداية شارع الدواسة)، ومؤكدا واقعيتها لتصبح حكاية ممتعة تجذب انتباه القارئ، وتترك أثرا عميقا تكشف عن الطبيعة البشرية، (إن هناك لحظات عابرة منفصلة في الحياة، لا يصلح لها إلا القصة القصيرة لأنها عندما تصور حدثًا معينًا لا يهتم الكاتب بما قبله أو بما بعده- موباسان)، فالقص لدى (أنور عبد العزيز) ظاهرة إنسانية، مكثفة، تخلص مسيرة تتشابك جمل سردها لتكشف عن شفافية عالية كونها قصص مقتدرة تعطي القارئ تشويقاً جميلا، كصور جلية (القصة: نص أدبي نثري تناول بالسرد حدثًا وقع أو يمكن أن يقع)، كما في (ارض الفستق-ص181)، (وادي الليل – ص97)، (القطط ص83)، و(الضبع- ص 20)، قصص تروي سير الحارات الشهيرة، والأزقة الضيقة، والدروب الفضفاضة، مجملها حكايات استطاع بها القاص باقتدار؛ التدوين في مدونة الزمن العظيمة، فهو المبدع المقتنص بهذه القيم الإبداعية الهامة، من المواقف العابرة، ويعيد بلورة واكتشاف مناطق حساسة من ذكرياتنا البشرية، ربما تكون مهملة في ذاتنا وفي حياتنا الآنية، لتبرز من بعد نحتت بأزميل فنان مقتدر، وقاص عراقي معطاء.




‏الاثنين‏، 12‏ حزيران‏، 2006
[1] بن رشد: تلخيص كتاب ارسطوطاليس فن الشعر.
 Posted by Picasa
baquba 2003 Posted by Picasa
baquba 2000 Posted by Picasa
baquba 1999 Posted by Picasa
baquba 1998 Posted by Picasa
baquba 14-1-1991 Posted by Picasa
وقت ما للمجلات الثقافية

د. طاهر عبد مسلم علوان


ليس المنتوج الثقافي الا انعكاسا للحياة الثقافية وما يحققه المبدعون ، والمجلة ليست مجموعة اوراق تفصح ادعاء عن نشاط اوفعل ثقافي...بل انها تقليد ابداعي وحضاري ورسالة موضوعية وهادفة ربما تحولت الى نشاط مؤسسي رصين ينطلق من تلك المجلة فضلا على خطابها المختلف القائم على التجديد وتأطير ابداع المبدعين ... وتفخر الأمم الحية والمنتجة للثقافة بمجلاتها الرصينة والمعمرة ، وتعد استمرار مشروع المجلة علامة قوة وصحة ثقافية ، وعلى هذا سارت على هذا المسار العديد من البلدان وحتى العربية منها وهي تحاول اللحاق بالركب ، وصارت للكويت مثلا مجلة اسمها العربي يمتد عمرها الى مايقارب النصف قرن وهي في تطور مضطرد ، وكذلك هي مجلة الهلال المصرية التي ولدت قبل العربي بعقود ، ومجلة فصول من حيث هي اكبر من مجرد مجلة ان لم نقل موسوعة رصينة وهنالك مجلة عالم الفكر في الكويت ايضا برصانتها ومتانة ماينشر فيها وفي تونس كانت مجلة الفكر ومجلة قصص ومجلة شعر ثم الحياة الثقافية وفي المغرب مجلة فكر ونقد التي اسسها المفكر المعروف محمد عابد الجابري وفي لبنان هنالك الآداب التي اطلقت عشرات الأصوات المبدعة في العالم العربي . واذا كان ظهور الصحافة في العراق يعود الى اكثر من قرن من الآن ، وان هذا البلد ليس جمهورية من جمهوريات الموز ولا بلدا منسيا في اعماق القارة السمراء الأكثر فقرا ، ثقافيا واجتماعيا ، بل هو الذي انجب عمالقة في الفكر والأبداع في الميادين كافة ،ولديه من الموارد المالية ما هو وفير جدا في يومنا هذا فما موقعه في خريطة المجلات الثقافية ؟
لست اريد ان امضي في تتبع تاريخ المجلات الثقافية عامة لكنني معني بواقع المجلات الثقافية العراقية اليوم ... فقد انتج المبدعون في هذا البلد مجلات رصينة حمل مسؤوليتها بالتتابع ثلة من رموز الثقافة ، ولااظن اثنان يختلفان في دور وموقع مجلة الأقلام في مسار الثقافة العراقية ، هذه المجلة الرائدة التي احتضنت الأبداع العراقي بألوانه وكانت منبرا اساسيا من منابر التجديد والحداثة بالرغم مماطرأ على دورها في مرحلة من المراحل من تسييس قسري ومواكبة اجبارية للتحولات السياسية والحروب وماالى ذلك ، مع ذلك تستطيع ان تستخرج من بين اعدادها الصادرة عشرات الأعداد الرصينة والمتميزة ، حتى غدت قناة تواصل مع الثقافة العربية حيث اعتمدت مراسلين شرقا وغربا ، ولست انسى الأعداد الأولى التي وقعت في يدي يوم اشتركت فيها اشتراكا سنويا بمبلغ سبعمائة وخمسون فلسا فقط وصارت تصلني بانتظام الى مدرستي الثانوية بأمضاء الراحل عبد الجبار داوود البصري والروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي ، ثم يوم استقرمكتبها في منطقة الشورجة وتعرفت هناك على الناقد القدير الصديق حاتم الصكر والشاعر والكاتب الفلسطيني المرموق خيري منصور والدكتور العلاق ثم يوم رأس تحريرها الناقدين المبدعين طراد الكبيسي و باسم عبد الحميد حمودي علىالتوالي ...ومضت مجلة الأقلام بوظيفتها المخلصة حتى اليوم وحتى آخر لقاء لي مع الناقد والمفكر محمد مبارك الذي يرأس تحريرها الآن، وحيث صار للأقلام ومعها شجون وشجون ، والخلاصة ان جهودا مخلصة فردية ماانفكت تسهر على استمرار صدورها وتماسك مادتها فيما اغلقت وزارة الثقافة مجلة الطليعة الأدبية شقيقة الأقلام التي تعنى بأدب الشباب ، ولاينفصل الحديث هنا عن مجلة عراقية محترمة اخرى نفخر بها وهي مجلة الثقافة الأجنبية التي يحرسها بصمت وبلا كثير ادعاء منذ ربع قرن وحتى اليوم الشاعر ياسين طه حافظ ، حتى غدت مشروعه الشخصي الذي يذود عنه بمااوتي من صبر وكفاءة ، وحيث قدمت هذه المجلة زادا غنيا لقرائها من ثقافات الشعوب في شتى بلدان العالم ، وكذلك مضت مجلة التراث الشعبي والمورد فيما توقفت آفاق عربية والموقف الثقافي .
وسط هذه المراجعة ، نجد ان هذه المجلات قد تراجعت كثيرا عن المستوىالمأمول بعد زوال (الحصار ) والتقشف ، تراجعت فنيا وطباعيا وتراجعت في الحجم ومازال كادرها يبذل كل جهد كي تستمر وهو يرحل الى اقاصي بغداد حيث بلقع السبع ابكار وحي تونس ، وكان هنالك من افتى في وزارة الثقافة بدمج هذه المجلات مجتمعة في مجلة واحدة وياللألمعية الثقافية ،اذ يبدو ان قصة هذه المجلات ورسالتها صارت تصدع الرؤوس ، فلنتخلص منها دفعة واحدة وفي مجلد واحد ونعيش حياة سعيدة ....وحيث لم يطرأ على هذه المجلات مايخرجها من معضلاتها ، ويواصل دورها في الحياة الثقافية ، لم تفكر المؤسسة الثقافية في تصدير المجلة الثقافية الى الوطن العربي ، وبقيت اسيرة سوء التوزيع ، ناهيك عن الأجور المتواضعة التي يتقاضاها محرروها وكتابها وكأنهم قوم متطوعون اكثر من كونهم محترفي صناعة مجلة ثقافية .
في ظل هذا التراجع وايقاف مجلات في وزارة الثقافة واهمال اخرى ، ظهرت مجلات ثقافية في المشهد الثقافي العراقي ربما ستنافس مجلات الوزارة ان مضت هذه المجلات الوليدة في مشاريعها وانتظام صدورها وستتركها في الخلف بفاصلة ، ومنها مجلات جدل ومسارات وهلا .... ووجدت في العدد الأخير من جدل مثلا مشروع مجلة رصينة تسير في الأتجاه الصحيح من جهة التبويب واسلوب الأستكتاب و المستوى النوعي للمادة الثقافية . ونعلم نحن العاملون في الصحافة الثقافية ماذا يعني اصدار مجلة ثقافية يفترض ان تكون جزءا من لغة العصر ، طباعة وتبويبا ومادة واخراجا ، بمعنى انها ليست جهدا عابرا بل هي هم ثقيل يؤرق القائمين عليها ويلاحقهم في كل آن وحين .
مايثير في الأمر هنا ، ان هنالك ابداعا عراقيا يتجدد يوميا بصرف النظر عن رصانة مستواه الا انه في حده الأدنى يصلح للنشر ، هذا الأبداع مازال يضغط على العاملين في الصحافة الثقافية كي يرى النور ، فنحن نستقبل في بريد الف ياء الزمان مثلا عشرات النصوص اسبوعيا ونحرج اشد الأحراج في سعينا لمنح الجميع الفرصة بالنشر ، بسبب كثرة البريد الثقافي الذي نراجعه ونبوبه ونقومه في ليل وفي نها ر، والسؤال هنا هو : اليس في انتظام صدور المجلات التي تدعمها وزارة الثقافة متنفسا آخر للأبداع العراقي ؟ الا يستحق المبدع ان يجد نتاجه محتفى به من خلال صدور مجلة مثل الأقلام والطليعة الأدبية بصفحات اكثر واخراج طباعي مميز وبأصدار شهري منتظم ؟ فأين يذهب الشاعر بنصوصه والقاص بقصصه وهو بالكاد ينشر نصا واحدا كل شهر او شهرين في مقابل مكافأة مالية متواضعة ؟ اليس من مسؤولية وزارة الثقافة ان تعيد النظر جديا في واقع مجلاتها الثقافية فتعيد للأقلام واخواتها من المجلات الثقافية مكانتها وتدعمها بأسباب النجاح وتوجد لها مقرات يسهل الوصول اليها والتواصل معها بدل ذاك البلقع النائي ؟الاتستحق هذه المجلات ومن تتابع على ادارتها منذ تأسيسها وحتى اليوم كل تكريم واشادة وتقدير وقد بلغ جلهم من العمر عتيا ومازالت المجلة همه ومشروعه واهتمامه الأول ؟
نتمنى ان يأتي اليوم الذي تقترن فيه الثقافة العراقية بمجلة او اكثر تحتل موقعها الصحيح في مسار الثقافة في الداخل والخارج ، مجلة او مجلات هي اقرب الى المشروع الثقافي الحضاري التنويري المتقدم منها الى المجلة العادية التي صارت تتفوق عليها بجدارة مجلات مثل الرافد ودبي الثقافية ونزوى وغيرها من المجلات العربية في المادة والأخراج الصحفي والطباعي والأنتشار ، مجلات وليدة قياسا بالأقلام لكنها تتوفر على كل اسباب النجاح والأنتشار في المحيط العربي .
ماهو مأمول من وزارة الثقافة اليوم وهي تبدأ عهدا جديدا ان لاتمر مرور الكرام على موضوع المجلات الثقافية وان لاتترك الزمن يأكل من مكانة وتاريخ هذه المجلات ويحولها الى مطبوعات هواة منها الى المشروع الثقافي الذي يفترض ان ترعاه الدولة ويحمل اسم الثقافة والأبداع في بلادنا والمقترح هو عقد مؤتمر موسع يختص بشأن انتشال المجلات الثقافية مما هي عليه واعادة ماالغي منها الى الحياة ودعمها بكل وسائل النجاح وان يجري تجاوز الأصغاء لأي مدير مغمور لايملك في نفسه غير نفي الآخر ورفض كل ماهو حداثي وتنويري وخلاق ويحسب واهما ان في يديه وحده الحل والعقد للثقافة العراقية وبما في ذلك امر مجلاتنا الثقافية وهو وهم مابعده وهم .
 Posted by Picasa