٢٦‏/٠٩‏/٢٠٠٦

الشكل الالكتروني للموسيقي
المبدع وذاته الشخصانية
عقيل مهدي يوسف

انبثت الروح الصادمة في الموسيقي الالكترونية لتقوض من نسيجها وبنائها المنسجم المعهود وتحشوه بالضجيج والمفرقعات والمؤثرات الغرائبية وكذلك دهمته بمنجزاتها، العروض المسرحية، والروايات، والقصائد وافلام السينما باعاجيبها الخارقة، ومعالجاتها الخرافية و»الفنطازيا« التي ستتبدل تجلياتها في فنون الحداثة تبعا لكل جديد تبتكره في عالم الالحان والاغاني وسماع اصوات عجزت عن التقاطها الاذن البشرية في عهودها السابقة.السمات الفنية المعاصرةيحصر الناقد والباحث الانكليزي »هربرت ريد« سمات الفن المعاصر علي وفق تقسيمات محددة، منها »التفكيرية« ويقصد بها الفن الواقعي والانطباعي ، لان هذا الفن يتميز باقترابه من مظاهر الواقع، الذي نتعرف عليه في حياتنا اليومية، فهو يشخص تلك العلامات الواقعية او تراه يقدم »انطباعا« مباطنا للواقع، ولكنه نابع من مصدر »ذاتي« غير منشق عن طبقات الواقع نفسه، ويقترب من الطريقة التقليدية في الرؤية والنظر الذي نالفه في الحياة نفسها. والنزعة الثانية هي »الوجدانية« ويراها هربرت ريد، متمثلة بالفن: »السريالي« و»المستقبلي« ونجد في هذا النمط غلوا تخيليا يرفض مظاهر الواقع وقيمه، ويطمس الرؤية التقليدية، ويتحمس للاندفاع في اجواء الجنون، بحثا عن صور فائقة التخيل، فيسجل حركتها الخيالية هذه النابعة من اللاشعور الانساني والمحولة للطبيعة في هذه النتاجات والمحرفة لاشكالها وطبائعها وماهياتها.نزعات تعبيريةوهنا- ايضا- النزعة »التعبيرية« وهو ما يميز الفنون التعبيرية التي تعبر عن فردية المبدع وذاتيته الشخصانية، وتعكس رؤيته الخاصة عن الحياة، بحيث تبدو هذه الاشكال والتكوينات المتفردة وهي مشوهة، حافلة بالانكسارات الضوئية والظلال المبالغ بها، وكذلك تتحرك فيها وجوه واقنعة وستائر وتتخاطفها الاضواءوالمؤثرات الاصطناعية والميزانسينات المخفية والمنبعجة والمنحرفة والمشوهة، والمنزاحة عن القاعدة العادية للنظر الواقعي. واخيرا ما يسمي بالاتجاه »الحدسي« الذي يميز الفنون »التكعيبية« وهو ما عرف به »بابلوبيكاسو« و»براك« حيث نري اوجها مختلفة ومن زوايا مغايرة للشكل الواحد الذي يطمس المنظور التقليدي الذي ارست اسسه فنون ونظريات عصر النهضة الاوربية. الخامة والحدسوتعمق »الحدس« كثيرا في الفنون التي تظهر »خاماتها« وتتصدر النتاج الفني، فيتحرك من المساحة التخيلية الواقعة فوق معطيات الحواس الخمسة، وبذلك تتحرك هذه المواد مثل الحديد والبلاستك والاشرطة والاسلاك والزجاج والجلود والبرونز، وقطع الغيار مثل المواسير والاحواض في نطاق ما فوق الحسي، لتؤدي دورا خاصا يتعلق بما يقدمه الفنان من امكانيات في عمله الفني، قابلة لكي يجعل منها المشاهد التجربة »حدسية« متميزة جماليا. حتي ان اللوحة في »اوب - ارت« واخر التوصلات البصرية التموجية الغامضة، التي يشكلها الوعي لدي المتلقي ويؤطرها بطريقته الخاصة ليكون لها هيئة »Shaape« وشكلا »Form« ودوال حسية لونية وضوئية معنية، حتي هذه التجارب مازالت عرضة للنسف والاقصاء امام رعشات الفن ورغائبه السرية التي تتوسل العلم، والتقدم التقني الهائل لخدمة مآربها فتضم عناصر جديدة من خارج الاطار المحكم للوحة او للصنيع الفني التشكيلي التقليدي وتخلط بقصيدة واضحة، وبتشويش متعمد ما بين البنية السطحية للوحة بالبنية الحجومية والملمسية للتمثال بالبعد الهندسي والمعماري والتصميمي الرقمي في النتاج الفني الواحد.
 Posted by Picasa

ليست هناك تعليقات: