رياح التغيير
معطيات الواقع السياسي الإقليمي والدولي تشير بأنه لابد للعقل السياسي أن يمتلك زمام المبادرة في احتواء الإشكاليات التي تطفو علي السطح ، من خلال رؤية وبصيرة ثاقبة في تحديد سلم الأولويات التي تتعاطي من خلالها الأطراف الأخري المناهج الإستراتيجية وذلك في رسم الأسبقيات والضرورات التي تشكل حيزا فاعلا لحماية مصالحها المتعددة. لذا فان فن تعاطي الأزمات . يتطلب علما راقيا من الاستنتاجات المنطقية التي تبتعد في أحيان كثيرة من مصطلح الفعل ورد الفعل في استيعاب خطورة الموقف التي تسعي الأطراف الأخري بغية تأجيج جملة من العوامل المتداخلة في أبعادها المرسومة . والتي تؤثر في المسارات العامة التي تنتهجها القيادات السياسية . وهي ترسي عوامل المعرفة والاستغلال الأمثل للتكنولوجيا الحديثة ، بغية توفير حصانة ذاتية للدولة والمجتمع. وذلك من خلال إرساء عوامل التوازن الإقليمي المشروع بين كل الأطراف بعيداً عن سياسة الاحتواء وفرض الوصايا علي الآخرين . لذا فان الملف الإيراني لا يشكل خطرا حقيقيا للآخرين إلا بمديات تدركها الأطراف الأخري . بان إيران تجاوزت الخطوط الحمـــر في امتلاكها لمشروع " الطاقة النووية " وهذه الظاهرة ربما تشكل حالة من الضبابية في عدم فرز حقائق الواقع الحقيقي الذي تعيشه الشعوب وهي تبحث مجدداً عن آليات متقدمة في سلم العلم المعرفي المتعدد الأوجه. وإزاء ذلك ... لابد للقيادة الإيرانية وهي صاحبة حنكة ودراية وخبرة في فن قيادة السلطة إن لا تنساق كثيراً وراء التهديدات الأمريكية لان هذه الأساليب في معاييرها الحقيقية جزء من الحرب النفسية. وأمريكا وخلال تاريخها الحديث تبحث عن مصالحها دون الأخذ بالحسبان الضرورات الأخري. وطالما هناك رؤية متزنة تستوعب مديات وخطورة الموقف والتحسب إليه جيداً . والتعامل مع العالم بروح تمتلك الشفافية والدبلوماسية الهادئة التي تشكل جوهرا أساسا في علاقة إيران بالمجتمع الدولي . وإتباع لغة حوار هادئة مع دول الخليج العربي التي تشكل اغلبها امتدادا جغرافيا لإيران. من خلال خطاب شفاف يوحي بان هنالك ضمانات تاريخية تحكمها عوامل وثوابت الحقوق الأساسية للشعوب. من خلال المواثيق الدولية في حل الإشكاليات بين الدول علي أساس احترام الخصوصية والحقوق السيادية لكل الأطراف. الجانب الآخر: إذا كان المجتمع الدولي يسعي إلي جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل لابد من إعادة ترتيب الكثير من الأوراق التي تساعد في رؤية مستقبل امن لكل الشعوب بعيداً عن احتواء الإرادات. والوصايا علي الآخرين.
عبد الجليل تركي الشاطي - بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق