٢٢‏/٠٩‏/٢٠٠٦

;كليزار أنور:
القصة الناجحة لا يعرف فيها الواقع من الخيال


محمد القذافي
ليبيا


ولدت الكاتبة العراقية كليزار أنور عزيز عام 1965، وهي كردية الأصل .. موصلية النشأة. بدأت الكتابة والنشر عام 1995، وقد صدر لها "بئر البنفسج " مجموعة قصصية/ 1999 عن دار الشؤون الثقافية/ بغداد، و" عجلة النار " رواية/ 2003 عن دار الشؤون الثقافية/ بغداد، و "عنقود الكهرمان" مجموعة قصصية/2006 عن دار الشؤون الثقافية العامة/بغداد. ولها عدة مخطوطات قصصية وروائية تنتظر من يخرجها الى النور ....

تأخر مفيد

* يبدو لي ان بدايتك جاءت متأخرة بعض الشيء..لهذا تدفق نهر السرد لديك بقوة كي يصل إلى الأراضي الجافة ويرويها فبدت أعمالك شجيرات مزهرة متوزعة مكانيا وإنسانيا... يستطيع المتلقي تلمس وجودها أينما وجدت.

- نعم .. لأني لم أُفكر ذات يوم أن أكون قاصة.. كنتُ قارئة جيدة .. ومتابعة للحركة الثقافية.. هذه القراءة والمتابعة الجادة خدمتني في تراكم بعض هذا الخزين المعرفي في داخلي.. وعندما كتبت اتخذ هذا الحزين شكل القصة وتدفق علي الورق سرداً هادئاً، فنمت قصصاً أخذت لها حيزاً في الوجود وُُثبت اسمي بمسمار قوي على جدار السرد القصصي العراقي.

* هذا التأخر ان صحت تسميته هكذا.. هل جعلك تكتفين بقراءاتك الإبداعية والنقدية ..؟

- ولكوني قارئة جيدة، فقد قرأت عناوين ممتازة ولأني أُعجبت بها .. لا إرادياً وجدتُ نفسي أكتب عنها بكل حب وإعجاب، وأنا لا أعتبرها دراسات نقدية، وإنما هي نقد انطباعي، إنها - مجرد - قراءات .. هدفي منها خدمة القارئ لتكون بين يديه. وأكثر من مرة وصلتني ايميلات من القراء يقولون لي فيها .. كتابتي عن هذه الرواية أو تلك المجموعة جعلهم يبحثون عنها لقراءتها.

دور التراث

* ماذا أخذت من التراث ؟

- التراث.. هو الأرض التي مددنا جذورنا في أعماقها، وبدون أرض وبدون جذور لن تصمد أشجارنا علي الورق.
* هل استطعت الإفصاح عما تريدين قوله أيام النظام السابق دون الاصطدام بالرقابة وقمع أجهزة السلطة ...؟

- الكاتب الذكي يستطيع أن يقول كل شيء بمجرد اللجوء إلى "الرمز" .. ولستُ وحدي مَن فعل هذا .. أغلبنا لجأ إلي الرمز لإيصال ما يريد أن يقوله.

* المرأة في العالم العربي ... أليست مساهمة فيما تعيش من حالة تهميش وقهر....؟

- بالتأكيد لها بعض الدور في التهميش.. وإن لم تنقذ نفسها من هذا الغرق الذي وجدت نفسها ــ وأوجدها مجتمعها ــ فيه.

الواقع والنص

* بأي درجة من المفترض ان يكون الواقع منعكسا في النص؟

- لا يوجد قاص ذكي وحقيقي لا يعكس الواقع في أغلب نصوصه.. هو يوجد الصورة ويؤطّرها بالخيال لتكون قصة فنية متميزة.. أما الدرجة الافتراضية - برأيي - أن لا يعرف القارئ أين الواقع فيها من الخيال .. عندها سيكتب قصة ناجحة .. لن تموت !

ثورة ثقافية

* يقول عبدالله العروي إذا أردنا ان نعطي فعالية لعملنا الجماعي وإبداعية حقيقية لممارستنا السياسية والثقافية. فلا بد من ثورة ثقافية تعم المجتمع بجميع فئاته وتغلب المنهج الحديث في الصورة التي ظهر بها في بقعة معينة من العالم، لا في ثوب مستعار من الماضي ما رأيك أنت ؟

- يا أخي العزيز .. ما أن فتحنا عيوننا علي هذه الأرض حتي وجدنا الثورة تلو الثورة تعصف بطبيعة مجتمعنا العربي "القبلي" المتخلف. والإبداع.. عمل فردي بحت إن جازت التسمية .. وهذا يبدو بشكل واضح لكل متابع للحركة الثقافية .. وكل مبدع حقيقي يأخذ من تجربة الماضي دروساً تجعله يتجاوز كل الأخطاء نحو ما يراه مناسباً، فمَن يحلم بمستقبل ناجح عليه أن يأخذ بتجربة الماضي والحاضر أيضاً.

* ما الذي يدفعك للتحدي ؟

- سأرد عليك بحكمةٍ تقول: لا مجد بلا تحدي !

* كونك أنثى ...ماذا يعني لك ...او يضيف ...؟

- لم أتضايق يوماً من كوني أنثى .. لا أدري أنا راضية أن خلقني الله هكذا .. ودائماً أحاول جاهدة أن أكون أنثى حقيقية تعرف ما لها وما عليها. وأنا - بالأساس - أُؤمن بالإنسان "ذكراً كان أم أنثى" وما يترسخ في داخله من مبادئ وقيم وأخلاق .. وحتى إبداع !

[1] نشر في جريدة العرب العالمية بتاريخ 31/07/2006
 Posted by Picasa

ليست هناك تعليقات: