١٣/٠٧/٢٠٠٦
باسم عبد الحميد حمودي
النتاج الثقافي النسائي العراقي
في القرن العشرين
محمد الأحمد
على الدوام يتحفنا الباحث العراقي (باسم عبد الحميد حمودي).. حيث يستل الجوهرة النادرة من خضم الرماد، ويجلي عنها كل ما تعلق بها من سخام. فالجواهر على الأغلب تكون قيمتها ليس بجمالها وحسب. بل بشدة صلادتها، وغالبا ما تكون الجواهر مكنونة تحت غمار من المجاهل، فعلى الرغم من إن المجهود الكبير هو القياس في تثمين أي نتاج، فقد وضع الباحث مقدمة قرر فيها خطة سيره بين كم هائل من الكتب، والدوريات.. مدونا منها كل ما يخص الأدب النسوي العراقي.. ونتيجة المهمه الصعبة، قياسا إلى الفترة الواسعة من القرن العشرين، هذا الذي قطعت الإنسانية بنصفه الأخير في إنجاز المطبوع اكثر من أربعين ضعفا مما كانت تنتجنه البشرية، في السابق، وحتى النصف الثاني منه. حيث دخلت التقنية الحديثة الحاسبية، فنقلت العالم إلى حافة حادة في كل جوانب الحياة.. وقع الكتاب في أربع وثمانين صفحة من القطع المتوسط، وصادر عن دار الشؤون الثقافية العامة بغداد 2001 م.. هو موسوعة القرن للنتاج النسوي العراقي، و قد حوى قائمة يحتاجها الباحث، و يوفر له الجهد.. لانه الكتاب الذي اختصر قوائم كثيرة، وقدم مادته بطبق من ذهب.. فيها ما وسعت إليه الخطوة، وما طالت به اليد.. متحديا زحمة القرن رغم أحداثه الجسام، والتي غيرت مسيرة الفكر إلى مسافات لم تقطعها التقنية مذ الثورة الصناعية بمثل ما قطعتها تقنية العالم الجديد بمصنوعاته ومطبوعاته خاصة. بعد اتسعت رقعة النشر، وتعددت المنابر.. فصار على الباحث التعب الواضح من اجل أن يمر على كل الدوريات والمطبوعات على مختلف المشارب، والمغارب.. حيث (بلغ عدد الكتب المؤلفة للنساء العراقيات بين عامي 1900-2000م، ما مجموعه (527) كتابا – ص79).. وقد تبوب الكتاب وفق الحروف الأبجدية الهجائية العربية، بشكل تصاعدي و وثق بالأسماء المؤلفات و الدراسات والقطع الأدبية.. كل بمؤلفه.. مبتدءا بـ(الآلوسي/ منال)، ومنتهيا حسب التهجئ العربي بـ(الياسين/ ذكرى).. متضمنا اسم الدار التي صدر عنها المؤلف.. والسنة، والمطبعة التي طبع فيها.. فصار الكتاب موسوعة قرن يستنجد بها الباحث، والدارس.. والدليل المختصر لمحتوى مكتباتنا التي تفتقر إلى مثله مكتبات العالم العربي.. خاصة بعد نادت المدارس النقدية محددة عزلة المرأة في العالم، و بقيت تقول بأنها مقصية عن البحث الحقيقي، وان الذكر قد سجل الكتاب بحكم سلطته وجبروته بكل ما يتعلق برجولته. ومن ذلك تكمن أهمية الكتاب، وخطورة إهمال كتاب المرأة.. بعد أن اجتهدت في العصر الجديد لتثبت بان لها كتبا في مختلف الموضوعات، ولها حضورها وفعالياتها في كل الميادين.. خاصة البحثية، وبتفوق عراقي جليل.. فللمرأة العراقية ساحة فكر قويمة من مختلف العلوم، والآداب.. وللعراق العظيم أعلام نسوية مبدعة لا يمكن عبورها في مسيرة الإبداع والتأليف لخصها الكتاب الذي بين أيدينا، ويستحق الإشادة لما فيه من موضوعية فاعلة في المكتبة العربية، والعالمية.. فالكاتب لم يتحف المكتبة، وحسب، و إنما انصف نتاج المرأة، وجمع النثار من الشتات، وكان الكتاب الذي يستحق بموضوعيته كل اهتمامنا..
الخميس، 14 تشرين الثاني، 2002
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق