ابو نوار ... نعم مات من كنا نحبه...
كتابة: بلاسم الضاحي
بأيام عمرك إلا قليلا ً أعدّ عمري دون أن استثني همسة ً واحدة ً أو قلْ خطوة ً واحدةً ، في آخر همسة ٍ كان قوامك النحيف يذرفها لم أكن أدري إنها آخر خطوة ... قلت : ـ أحبها .... واختفيت على براقك الملّون .. الليل كان قد غادرنا للتو لكن حمرة شفقه تلوّن جرحك الصغير وتخفي دمعة ً كثيراً ما ذرفتها على غيرك ، الحق أقول : لم أكن أدري انك كنت تبكيك وأنت تعدّ حقيبتك البيضاء وتحزم بعض قصائد قديمة ٍ ما أبحت َ بها لغيرنا أقسمت عليّ ثلاثا ً أن لا أفجعها ... حينها ضحكنا وتبادلنا الكؤوس على مهل ٍ ، وقتها كان رفيف الملائكة في سنابله ينتظر آخر همسة نحو الخلود وأنت بمقلتين من ذهب ٍ ترسم دوائر حتفك وتقص للمودة أسرار الليمون وأسيجة الورد ورائحة التراب المرشوش .
بشفتين من سكائر وحقيبة من زجاج تتأبطها عند كل مساء نحو دروب البساتين يعينك الرمان وعريشة العنب التي سرقت طولك وتمددت نحيفة تحت سريرك الملكي سريرك الذي ظلّ منفردا طيلة خمسين دربا كلّ حصادك من البساتين .
حين ينتصف مقامك تترك بقاياك لما تبقى من الليل ، نديمك ( البهرزي ) ( 1 ) ودليلك رائحة القداح كنت تحاورها وتشكوها مشاكسة ذاك النديم .
أعرف .. أعرف ..
أن دروب البساتين لم تعد تسلكها من زمن سبقتك إليها البنادق الملتحية والرصاصات السائبة ، غيّرت مناسمها أقدام الغرباء كنتَ حزينا ، حزينا ولولا صورة كنت قد علقتها على حائط غرفتك الطيني لمت من كمد الفراق .
الحياة بهية ..... كنت تقولها وأنت تستلف ثمن علبة السكائر وتعيد تصفح جرائد الصباح من أقرب كشك مجاني .
يتصفحنك النساء كل صباح
وأصدقاؤك الحميمين يقتلهم ضجر الزوجات وهموم الصغار وأنت تقص أسرار نسائك الجميلات ، ما شكوت يوما شظف العيش ولا انحنت قامتك الفارعة وأنت تجلد شوارع البرتقال ، ترقب قميصَك شبابيك الأحبة فتهامسها من خلف ستائر شفافة ، لكَ درب واحد مثل قلبك الخائن ، كم استبدلت من شبابيك المدينة أما كان لك أن تستبدل قلبك ولو مرة واحدة كي لا يظل مثل ( خريسان ) ( 2 ) يوصلك من المحبة إلى سريرك المنفرد ...... كيف قايضت أقراص النوم بنوم أبدي وأنت لا تحب المقايضة ؟ لِمَ نزفتَ ضوءك على عجلٍ ؟ وهناك ..... هناك ..... لا أحد يعرف وجهك الحريري ’ لا شجرات ( خريسان ) تمد لكَ ظلالها كي تستريح ، لست ( ديالاك ) ( 3 ) هناك ولا ناسك تطفح المحبة منهم قبل الكلام ،
لِمَ قايضت صباحات البهاء بليل طويل ...... طويل ،، بلا صحف ٍ ولا صباحات ولا قصائد ؟
أما ندمت ؟؟؟
على مَنْ ستلقي تحية الصباح إذاً
ولمن تعيد الابتسام
مثلما كنت قبل ليلة من الآن ؟
ليلة شاذة امتطيت بها صهوة قلوب ( بعقوبة ) ( 4 ) ..... بعقوبتك التي صنعتها واعدتَ صياغتها قصيدة قصيدة وحملت صليبها رغم كل شئ .....
وارتحلت بعدما لم يبق في قلبها غرزة إبرة تتسع لحزنك الجديد ، ضمرت سواقي الروح .... وتلاشت هيبتها ،،
ارتحلت ...... !!!
ولم يزل موطنك الذي تحلم فيه جثثا تتأرجح سيقانها وتخب بها الشاحنات ، جثث يهربها الليل نحو شوارعك الأليفة .
أياد من ضباب وجذام تبني لنا بيوت المنافي
وتسمعنا أنين الثكالى
ورائحة شواء القلوب .
كفّ مزاحك ....
وأجّل الرحيل ليس لك َ سوى الرضا ببقعة تتحمل إثم محبتك .
وليس لي سوى أن
أف ..ج ..ع ..ها .... !!!
قبل ان أودعك
بمحبة أهامسك أيها العجول ،،
لماذا أودعت أسرارك تحت عروق البرتقال ؟؟
وأودعت تحت شجر البلوط غفوتك الأبديــــــــــة ؟
ماذا أردت ان تقول ............... ؟؟؟؟؟
أشارات /
1ـ ( ابراهيم البهرزي ) شاعر عراقي معروف صديق ابونوار ونديمه كل مساء
2 , 3 ـ نهران في بعقوبة أحبهما ابو نوار
balasimalthahy@yahoo.com
كتابة: بلاسم الضاحي
بأيام عمرك إلا قليلا ً أعدّ عمري دون أن استثني همسة ً واحدة ً أو قلْ خطوة ً واحدةً ، في آخر همسة ٍ كان قوامك النحيف يذرفها لم أكن أدري إنها آخر خطوة ... قلت : ـ أحبها .... واختفيت على براقك الملّون .. الليل كان قد غادرنا للتو لكن حمرة شفقه تلوّن جرحك الصغير وتخفي دمعة ً كثيراً ما ذرفتها على غيرك ، الحق أقول : لم أكن أدري انك كنت تبكيك وأنت تعدّ حقيبتك البيضاء وتحزم بعض قصائد قديمة ٍ ما أبحت َ بها لغيرنا أقسمت عليّ ثلاثا ً أن لا أفجعها ... حينها ضحكنا وتبادلنا الكؤوس على مهل ٍ ، وقتها كان رفيف الملائكة في سنابله ينتظر آخر همسة نحو الخلود وأنت بمقلتين من ذهب ٍ ترسم دوائر حتفك وتقص للمودة أسرار الليمون وأسيجة الورد ورائحة التراب المرشوش .
بشفتين من سكائر وحقيبة من زجاج تتأبطها عند كل مساء نحو دروب البساتين يعينك الرمان وعريشة العنب التي سرقت طولك وتمددت نحيفة تحت سريرك الملكي سريرك الذي ظلّ منفردا طيلة خمسين دربا كلّ حصادك من البساتين .
حين ينتصف مقامك تترك بقاياك لما تبقى من الليل ، نديمك ( البهرزي ) ( 1 ) ودليلك رائحة القداح كنت تحاورها وتشكوها مشاكسة ذاك النديم .
أعرف .. أعرف ..
أن دروب البساتين لم تعد تسلكها من زمن سبقتك إليها البنادق الملتحية والرصاصات السائبة ، غيّرت مناسمها أقدام الغرباء كنتَ حزينا ، حزينا ولولا صورة كنت قد علقتها على حائط غرفتك الطيني لمت من كمد الفراق .
الحياة بهية ..... كنت تقولها وأنت تستلف ثمن علبة السكائر وتعيد تصفح جرائد الصباح من أقرب كشك مجاني .
يتصفحنك النساء كل صباح
وأصدقاؤك الحميمين يقتلهم ضجر الزوجات وهموم الصغار وأنت تقص أسرار نسائك الجميلات ، ما شكوت يوما شظف العيش ولا انحنت قامتك الفارعة وأنت تجلد شوارع البرتقال ، ترقب قميصَك شبابيك الأحبة فتهامسها من خلف ستائر شفافة ، لكَ درب واحد مثل قلبك الخائن ، كم استبدلت من شبابيك المدينة أما كان لك أن تستبدل قلبك ولو مرة واحدة كي لا يظل مثل ( خريسان ) ( 2 ) يوصلك من المحبة إلى سريرك المنفرد ...... كيف قايضت أقراص النوم بنوم أبدي وأنت لا تحب المقايضة ؟ لِمَ نزفتَ ضوءك على عجلٍ ؟ وهناك ..... هناك ..... لا أحد يعرف وجهك الحريري ’ لا شجرات ( خريسان ) تمد لكَ ظلالها كي تستريح ، لست ( ديالاك ) ( 3 ) هناك ولا ناسك تطفح المحبة منهم قبل الكلام ،
لِمَ قايضت صباحات البهاء بليل طويل ...... طويل ،، بلا صحف ٍ ولا صباحات ولا قصائد ؟
أما ندمت ؟؟؟
على مَنْ ستلقي تحية الصباح إذاً
ولمن تعيد الابتسام
مثلما كنت قبل ليلة من الآن ؟
ليلة شاذة امتطيت بها صهوة قلوب ( بعقوبة ) ( 4 ) ..... بعقوبتك التي صنعتها واعدتَ صياغتها قصيدة قصيدة وحملت صليبها رغم كل شئ .....
وارتحلت بعدما لم يبق في قلبها غرزة إبرة تتسع لحزنك الجديد ، ضمرت سواقي الروح .... وتلاشت هيبتها ،،
ارتحلت ...... !!!
ولم يزل موطنك الذي تحلم فيه جثثا تتأرجح سيقانها وتخب بها الشاحنات ، جثث يهربها الليل نحو شوارعك الأليفة .
أياد من ضباب وجذام تبني لنا بيوت المنافي
وتسمعنا أنين الثكالى
ورائحة شواء القلوب .
كفّ مزاحك ....
وأجّل الرحيل ليس لك َ سوى الرضا ببقعة تتحمل إثم محبتك .
وليس لي سوى أن
أف ..ج ..ع ..ها .... !!!
قبل ان أودعك
بمحبة أهامسك أيها العجول ،،
لماذا أودعت أسرارك تحت عروق البرتقال ؟؟
وأودعت تحت شجر البلوط غفوتك الأبديــــــــــة ؟
ماذا أردت ان تقول ............... ؟؟؟؟؟
أشارات /
1ـ ( ابراهيم البهرزي ) شاعر عراقي معروف صديق ابونوار ونديمه كل مساء
2 , 3 ـ نهران في بعقوبة أحبهما ابو نوار
balasimalthahy@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق