وقت ما للمجلات الثقافية
د. طاهر عبد مسلم علوان
ليس المنتوج الثقافي الا انعكاسا للحياة الثقافية وما يحققه المبدعون ، والمجلة ليست مجموعة اوراق تفصح ادعاء عن نشاط اوفعل ثقافي...بل انها تقليد ابداعي وحضاري ورسالة موضوعية وهادفة ربما تحولت الى نشاط مؤسسي رصين ينطلق من تلك المجلة فضلا على خطابها المختلف القائم على التجديد وتأطير ابداع المبدعين ... وتفخر الأمم الحية والمنتجة للثقافة بمجلاتها الرصينة والمعمرة ، وتعد استمرار مشروع المجلة علامة قوة وصحة ثقافية ، وعلى هذا سارت على هذا المسار العديد من البلدان وحتى العربية منها وهي تحاول اللحاق بالركب ، وصارت للكويت مثلا مجلة اسمها العربي يمتد عمرها الى مايقارب النصف قرن وهي في تطور مضطرد ، وكذلك هي مجلة الهلال المصرية التي ولدت قبل العربي بعقود ، ومجلة فصول من حيث هي اكبر من مجرد مجلة ان لم نقل موسوعة رصينة وهنالك مجلة عالم الفكر في الكويت ايضا برصانتها ومتانة ماينشر فيها وفي تونس كانت مجلة الفكر ومجلة قصص ومجلة شعر ثم الحياة الثقافية وفي المغرب مجلة فكر ونقد التي اسسها المفكر المعروف محمد عابد الجابري وفي لبنان هنالك الآداب التي اطلقت عشرات الأصوات المبدعة في العالم العربي . واذا كان ظهور الصحافة في العراق يعود الى اكثر من قرن من الآن ، وان هذا البلد ليس جمهورية من جمهوريات الموز ولا بلدا منسيا في اعماق القارة السمراء الأكثر فقرا ، ثقافيا واجتماعيا ، بل هو الذي انجب عمالقة في الفكر والأبداع في الميادين كافة ،ولديه من الموارد المالية ما هو وفير جدا في يومنا هذا فما موقعه في خريطة المجلات الثقافية ؟
لست اريد ان امضي في تتبع تاريخ المجلات الثقافية عامة لكنني معني بواقع المجلات الثقافية العراقية اليوم ... فقد انتج المبدعون في هذا البلد مجلات رصينة حمل مسؤوليتها بالتتابع ثلة من رموز الثقافة ، ولااظن اثنان يختلفان في دور وموقع مجلة الأقلام في مسار الثقافة العراقية ، هذه المجلة الرائدة التي احتضنت الأبداع العراقي بألوانه وكانت منبرا اساسيا من منابر التجديد والحداثة بالرغم مماطرأ على دورها في مرحلة من المراحل من تسييس قسري ومواكبة اجبارية للتحولات السياسية والحروب وماالى ذلك ، مع ذلك تستطيع ان تستخرج من بين اعدادها الصادرة عشرات الأعداد الرصينة والمتميزة ، حتى غدت قناة تواصل مع الثقافة العربية حيث اعتمدت مراسلين شرقا وغربا ، ولست انسى الأعداد الأولى التي وقعت في يدي يوم اشتركت فيها اشتراكا سنويا بمبلغ سبعمائة وخمسون فلسا فقط وصارت تصلني بانتظام الى مدرستي الثانوية بأمضاء الراحل عبد الجبار داوود البصري والروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي ، ثم يوم استقرمكتبها في منطقة الشورجة وتعرفت هناك على الناقد القدير الصديق حاتم الصكر والشاعر والكاتب الفلسطيني المرموق خيري منصور والدكتور العلاق ثم يوم رأس تحريرها الناقدين المبدعين طراد الكبيسي و باسم عبد الحميد حمودي علىالتوالي ...ومضت مجلة الأقلام بوظيفتها المخلصة حتى اليوم وحتى آخر لقاء لي مع الناقد والمفكر محمد مبارك الذي يرأس تحريرها الآن، وحيث صار للأقلام ومعها شجون وشجون ، والخلاصة ان جهودا مخلصة فردية ماانفكت تسهر على استمرار صدورها وتماسك مادتها فيما اغلقت وزارة الثقافة مجلة الطليعة الأدبية شقيقة الأقلام التي تعنى بأدب الشباب ، ولاينفصل الحديث هنا عن مجلة عراقية محترمة اخرى نفخر بها وهي مجلة الثقافة الأجنبية التي يحرسها بصمت وبلا كثير ادعاء منذ ربع قرن وحتى اليوم الشاعر ياسين طه حافظ ، حتى غدت مشروعه الشخصي الذي يذود عنه بمااوتي من صبر وكفاءة ، وحيث قدمت هذه المجلة زادا غنيا لقرائها من ثقافات الشعوب في شتى بلدان العالم ، وكذلك مضت مجلة التراث الشعبي والمورد فيما توقفت آفاق عربية والموقف الثقافي .
وسط هذه المراجعة ، نجد ان هذه المجلات قد تراجعت كثيرا عن المستوىالمأمول بعد زوال (الحصار ) والتقشف ، تراجعت فنيا وطباعيا وتراجعت في الحجم ومازال كادرها يبذل كل جهد كي تستمر وهو يرحل الى اقاصي بغداد حيث بلقع السبع ابكار وحي تونس ، وكان هنالك من افتى في وزارة الثقافة بدمج هذه المجلات مجتمعة في مجلة واحدة وياللألمعية الثقافية ،اذ يبدو ان قصة هذه المجلات ورسالتها صارت تصدع الرؤوس ، فلنتخلص منها دفعة واحدة وفي مجلد واحد ونعيش حياة سعيدة ....وحيث لم يطرأ على هذه المجلات مايخرجها من معضلاتها ، ويواصل دورها في الحياة الثقافية ، لم تفكر المؤسسة الثقافية في تصدير المجلة الثقافية الى الوطن العربي ، وبقيت اسيرة سوء التوزيع ، ناهيك عن الأجور المتواضعة التي يتقاضاها محرروها وكتابها وكأنهم قوم متطوعون اكثر من كونهم محترفي صناعة مجلة ثقافية .
في ظل هذا التراجع وايقاف مجلات في وزارة الثقافة واهمال اخرى ، ظهرت مجلات ثقافية في المشهد الثقافي العراقي ربما ستنافس مجلات الوزارة ان مضت هذه المجلات الوليدة في مشاريعها وانتظام صدورها وستتركها في الخلف بفاصلة ، ومنها مجلات جدل ومسارات وهلا .... ووجدت في العدد الأخير من جدل مثلا مشروع مجلة رصينة تسير في الأتجاه الصحيح من جهة التبويب واسلوب الأستكتاب و المستوى النوعي للمادة الثقافية . ونعلم نحن العاملون في الصحافة الثقافية ماذا يعني اصدار مجلة ثقافية يفترض ان تكون جزءا من لغة العصر ، طباعة وتبويبا ومادة واخراجا ، بمعنى انها ليست جهدا عابرا بل هي هم ثقيل يؤرق القائمين عليها ويلاحقهم في كل آن وحين .
مايثير في الأمر هنا ، ان هنالك ابداعا عراقيا يتجدد يوميا بصرف النظر عن رصانة مستواه الا انه في حده الأدنى يصلح للنشر ، هذا الأبداع مازال يضغط على العاملين في الصحافة الثقافية كي يرى النور ، فنحن نستقبل في بريد الف ياء الزمان مثلا عشرات النصوص اسبوعيا ونحرج اشد الأحراج في سعينا لمنح الجميع الفرصة بالنشر ، بسبب كثرة البريد الثقافي الذي نراجعه ونبوبه ونقومه في ليل وفي نها ر، والسؤال هنا هو : اليس في انتظام صدور المجلات التي تدعمها وزارة الثقافة متنفسا آخر للأبداع العراقي ؟ الا يستحق المبدع ان يجد نتاجه محتفى به من خلال صدور مجلة مثل الأقلام والطليعة الأدبية بصفحات اكثر واخراج طباعي مميز وبأصدار شهري منتظم ؟ فأين يذهب الشاعر بنصوصه والقاص بقصصه وهو بالكاد ينشر نصا واحدا كل شهر او شهرين في مقابل مكافأة مالية متواضعة ؟ اليس من مسؤولية وزارة الثقافة ان تعيد النظر جديا في واقع مجلاتها الثقافية فتعيد للأقلام واخواتها من المجلات الثقافية مكانتها وتدعمها بأسباب النجاح وتوجد لها مقرات يسهل الوصول اليها والتواصل معها بدل ذاك البلقع النائي ؟الاتستحق هذه المجلات ومن تتابع على ادارتها منذ تأسيسها وحتى اليوم كل تكريم واشادة وتقدير وقد بلغ جلهم من العمر عتيا ومازالت المجلة همه ومشروعه واهتمامه الأول ؟
نتمنى ان يأتي اليوم الذي تقترن فيه الثقافة العراقية بمجلة او اكثر تحتل موقعها الصحيح في مسار الثقافة في الداخل والخارج ، مجلة او مجلات هي اقرب الى المشروع الثقافي الحضاري التنويري المتقدم منها الى المجلة العادية التي صارت تتفوق عليها بجدارة مجلات مثل الرافد ودبي الثقافية ونزوى وغيرها من المجلات العربية في المادة والأخراج الصحفي والطباعي والأنتشار ، مجلات وليدة قياسا بالأقلام لكنها تتوفر على كل اسباب النجاح والأنتشار في المحيط العربي .
ماهو مأمول من وزارة الثقافة اليوم وهي تبدأ عهدا جديدا ان لاتمر مرور الكرام على موضوع المجلات الثقافية وان لاتترك الزمن يأكل من مكانة وتاريخ هذه المجلات ويحولها الى مطبوعات هواة منها الى المشروع الثقافي الذي يفترض ان ترعاه الدولة ويحمل اسم الثقافة والأبداع في بلادنا والمقترح هو عقد مؤتمر موسع يختص بشأن انتشال المجلات الثقافية مما هي عليه واعادة ماالغي منها الى الحياة ودعمها بكل وسائل النجاح وان يجري تجاوز الأصغاء لأي مدير مغمور لايملك في نفسه غير نفي الآخر ورفض كل ماهو حداثي وتنويري وخلاق ويحسب واهما ان في يديه وحده الحل والعقد للثقافة العراقية وبما في ذلك امر مجلاتنا الثقافية وهو وهم مابعده وهم .
د. طاهر عبد مسلم علوان
ليس المنتوج الثقافي الا انعكاسا للحياة الثقافية وما يحققه المبدعون ، والمجلة ليست مجموعة اوراق تفصح ادعاء عن نشاط اوفعل ثقافي...بل انها تقليد ابداعي وحضاري ورسالة موضوعية وهادفة ربما تحولت الى نشاط مؤسسي رصين ينطلق من تلك المجلة فضلا على خطابها المختلف القائم على التجديد وتأطير ابداع المبدعين ... وتفخر الأمم الحية والمنتجة للثقافة بمجلاتها الرصينة والمعمرة ، وتعد استمرار مشروع المجلة علامة قوة وصحة ثقافية ، وعلى هذا سارت على هذا المسار العديد من البلدان وحتى العربية منها وهي تحاول اللحاق بالركب ، وصارت للكويت مثلا مجلة اسمها العربي يمتد عمرها الى مايقارب النصف قرن وهي في تطور مضطرد ، وكذلك هي مجلة الهلال المصرية التي ولدت قبل العربي بعقود ، ومجلة فصول من حيث هي اكبر من مجرد مجلة ان لم نقل موسوعة رصينة وهنالك مجلة عالم الفكر في الكويت ايضا برصانتها ومتانة ماينشر فيها وفي تونس كانت مجلة الفكر ومجلة قصص ومجلة شعر ثم الحياة الثقافية وفي المغرب مجلة فكر ونقد التي اسسها المفكر المعروف محمد عابد الجابري وفي لبنان هنالك الآداب التي اطلقت عشرات الأصوات المبدعة في العالم العربي . واذا كان ظهور الصحافة في العراق يعود الى اكثر من قرن من الآن ، وان هذا البلد ليس جمهورية من جمهوريات الموز ولا بلدا منسيا في اعماق القارة السمراء الأكثر فقرا ، ثقافيا واجتماعيا ، بل هو الذي انجب عمالقة في الفكر والأبداع في الميادين كافة ،ولديه من الموارد المالية ما هو وفير جدا في يومنا هذا فما موقعه في خريطة المجلات الثقافية ؟
لست اريد ان امضي في تتبع تاريخ المجلات الثقافية عامة لكنني معني بواقع المجلات الثقافية العراقية اليوم ... فقد انتج المبدعون في هذا البلد مجلات رصينة حمل مسؤوليتها بالتتابع ثلة من رموز الثقافة ، ولااظن اثنان يختلفان في دور وموقع مجلة الأقلام في مسار الثقافة العراقية ، هذه المجلة الرائدة التي احتضنت الأبداع العراقي بألوانه وكانت منبرا اساسيا من منابر التجديد والحداثة بالرغم مماطرأ على دورها في مرحلة من المراحل من تسييس قسري ومواكبة اجبارية للتحولات السياسية والحروب وماالى ذلك ، مع ذلك تستطيع ان تستخرج من بين اعدادها الصادرة عشرات الأعداد الرصينة والمتميزة ، حتى غدت قناة تواصل مع الثقافة العربية حيث اعتمدت مراسلين شرقا وغربا ، ولست انسى الأعداد الأولى التي وقعت في يدي يوم اشتركت فيها اشتراكا سنويا بمبلغ سبعمائة وخمسون فلسا فقط وصارت تصلني بانتظام الى مدرستي الثانوية بأمضاء الراحل عبد الجبار داوود البصري والروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي ، ثم يوم استقرمكتبها في منطقة الشورجة وتعرفت هناك على الناقد القدير الصديق حاتم الصكر والشاعر والكاتب الفلسطيني المرموق خيري منصور والدكتور العلاق ثم يوم رأس تحريرها الناقدين المبدعين طراد الكبيسي و باسم عبد الحميد حمودي علىالتوالي ...ومضت مجلة الأقلام بوظيفتها المخلصة حتى اليوم وحتى آخر لقاء لي مع الناقد والمفكر محمد مبارك الذي يرأس تحريرها الآن، وحيث صار للأقلام ومعها شجون وشجون ، والخلاصة ان جهودا مخلصة فردية ماانفكت تسهر على استمرار صدورها وتماسك مادتها فيما اغلقت وزارة الثقافة مجلة الطليعة الأدبية شقيقة الأقلام التي تعنى بأدب الشباب ، ولاينفصل الحديث هنا عن مجلة عراقية محترمة اخرى نفخر بها وهي مجلة الثقافة الأجنبية التي يحرسها بصمت وبلا كثير ادعاء منذ ربع قرن وحتى اليوم الشاعر ياسين طه حافظ ، حتى غدت مشروعه الشخصي الذي يذود عنه بمااوتي من صبر وكفاءة ، وحيث قدمت هذه المجلة زادا غنيا لقرائها من ثقافات الشعوب في شتى بلدان العالم ، وكذلك مضت مجلة التراث الشعبي والمورد فيما توقفت آفاق عربية والموقف الثقافي .
وسط هذه المراجعة ، نجد ان هذه المجلات قد تراجعت كثيرا عن المستوىالمأمول بعد زوال (الحصار ) والتقشف ، تراجعت فنيا وطباعيا وتراجعت في الحجم ومازال كادرها يبذل كل جهد كي تستمر وهو يرحل الى اقاصي بغداد حيث بلقع السبع ابكار وحي تونس ، وكان هنالك من افتى في وزارة الثقافة بدمج هذه المجلات مجتمعة في مجلة واحدة وياللألمعية الثقافية ،اذ يبدو ان قصة هذه المجلات ورسالتها صارت تصدع الرؤوس ، فلنتخلص منها دفعة واحدة وفي مجلد واحد ونعيش حياة سعيدة ....وحيث لم يطرأ على هذه المجلات مايخرجها من معضلاتها ، ويواصل دورها في الحياة الثقافية ، لم تفكر المؤسسة الثقافية في تصدير المجلة الثقافية الى الوطن العربي ، وبقيت اسيرة سوء التوزيع ، ناهيك عن الأجور المتواضعة التي يتقاضاها محرروها وكتابها وكأنهم قوم متطوعون اكثر من كونهم محترفي صناعة مجلة ثقافية .
في ظل هذا التراجع وايقاف مجلات في وزارة الثقافة واهمال اخرى ، ظهرت مجلات ثقافية في المشهد الثقافي العراقي ربما ستنافس مجلات الوزارة ان مضت هذه المجلات الوليدة في مشاريعها وانتظام صدورها وستتركها في الخلف بفاصلة ، ومنها مجلات جدل ومسارات وهلا .... ووجدت في العدد الأخير من جدل مثلا مشروع مجلة رصينة تسير في الأتجاه الصحيح من جهة التبويب واسلوب الأستكتاب و المستوى النوعي للمادة الثقافية . ونعلم نحن العاملون في الصحافة الثقافية ماذا يعني اصدار مجلة ثقافية يفترض ان تكون جزءا من لغة العصر ، طباعة وتبويبا ومادة واخراجا ، بمعنى انها ليست جهدا عابرا بل هي هم ثقيل يؤرق القائمين عليها ويلاحقهم في كل آن وحين .
مايثير في الأمر هنا ، ان هنالك ابداعا عراقيا يتجدد يوميا بصرف النظر عن رصانة مستواه الا انه في حده الأدنى يصلح للنشر ، هذا الأبداع مازال يضغط على العاملين في الصحافة الثقافية كي يرى النور ، فنحن نستقبل في بريد الف ياء الزمان مثلا عشرات النصوص اسبوعيا ونحرج اشد الأحراج في سعينا لمنح الجميع الفرصة بالنشر ، بسبب كثرة البريد الثقافي الذي نراجعه ونبوبه ونقومه في ليل وفي نها ر، والسؤال هنا هو : اليس في انتظام صدور المجلات التي تدعمها وزارة الثقافة متنفسا آخر للأبداع العراقي ؟ الا يستحق المبدع ان يجد نتاجه محتفى به من خلال صدور مجلة مثل الأقلام والطليعة الأدبية بصفحات اكثر واخراج طباعي مميز وبأصدار شهري منتظم ؟ فأين يذهب الشاعر بنصوصه والقاص بقصصه وهو بالكاد ينشر نصا واحدا كل شهر او شهرين في مقابل مكافأة مالية متواضعة ؟ اليس من مسؤولية وزارة الثقافة ان تعيد النظر جديا في واقع مجلاتها الثقافية فتعيد للأقلام واخواتها من المجلات الثقافية مكانتها وتدعمها بأسباب النجاح وتوجد لها مقرات يسهل الوصول اليها والتواصل معها بدل ذاك البلقع النائي ؟الاتستحق هذه المجلات ومن تتابع على ادارتها منذ تأسيسها وحتى اليوم كل تكريم واشادة وتقدير وقد بلغ جلهم من العمر عتيا ومازالت المجلة همه ومشروعه واهتمامه الأول ؟
نتمنى ان يأتي اليوم الذي تقترن فيه الثقافة العراقية بمجلة او اكثر تحتل موقعها الصحيح في مسار الثقافة في الداخل والخارج ، مجلة او مجلات هي اقرب الى المشروع الثقافي الحضاري التنويري المتقدم منها الى المجلة العادية التي صارت تتفوق عليها بجدارة مجلات مثل الرافد ودبي الثقافية ونزوى وغيرها من المجلات العربية في المادة والأخراج الصحفي والطباعي والأنتشار ، مجلات وليدة قياسا بالأقلام لكنها تتوفر على كل اسباب النجاح والأنتشار في المحيط العربي .
ماهو مأمول من وزارة الثقافة اليوم وهي تبدأ عهدا جديدا ان لاتمر مرور الكرام على موضوع المجلات الثقافية وان لاتترك الزمن يأكل من مكانة وتاريخ هذه المجلات ويحولها الى مطبوعات هواة منها الى المشروع الثقافي الذي يفترض ان ترعاه الدولة ويحمل اسم الثقافة والأبداع في بلادنا والمقترح هو عقد مؤتمر موسع يختص بشأن انتشال المجلات الثقافية مما هي عليه واعادة ماالغي منها الى الحياة ودعمها بكل وسائل النجاح وان يجري تجاوز الأصغاء لأي مدير مغمور لايملك في نفسه غير نفي الآخر ورفض كل ماهو حداثي وتنويري وخلاق ويحسب واهما ان في يديه وحده الحل والعقد للثقافة العراقية وبما في ذلك امر مجلاتنا الثقافية وهو وهم مابعده وهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق