٣٠‏/٠٣‏/٢٠٠٧


مــن أجلسَــتْ علــى ركبتهــا القــدر
جوزف عيساوي
عوده الكحلي أجتز من الليل عوده الكحلي، صارخا نداءات العدم الاول قبل أن يهزم اللهُ الأرض واجتز قفصه الصدري تاركا القمر ينزّ الحياة الدهرية لله ليلا أعتصره حبا متواضعا كإله وثني يكتفي بتمر قليل وقشّ لخروف واحد. يرفضون في غابة المساء تهد العتمة خوفي. مسكون بلحظة الحياة والموت والأفق المطمور بنظرات موتى يرفضون أن يموتوا. ثغاء القطيع يناديني الليل لكن صمتي مشنقة الأفق وتتدلى عينان بارقتان فليسامحهما ملاك الموت. ألمي يرطب صلاتي القاسية كمطلع سفينة. صوتي الخافت يتسلق عشب الفجر يذوب مع ثغاء القطيع. سهرُه عليهم الحياة مكثفة في النسغ في الأمر السماوي لتغير ورق الشجر وسريان الرائحة. رجال غادروا قبل دهور صاروا أفقاً، فهوداً، لا موتى. نصال قلوبهم تؤكد ذلك، أيضا هذا الرعد ـ صوت الإله الجريح من سهره عليهم. داليدا (?) من أجلست على ركبتها القدَرَ وذبحتْ، أرى في سهول المساء دمها ألمَ ماردٍ يخترع قارات وصاغراً يعود الى القمقم، آلمتني. نوتةٌ جرحت الرحم منها؛ لم تلد سوى جي جي الذي سيظل يلهو أطول من سلالات، من أجله تشرق الشمسُ عميلة سرية للعذاب. أمسية المآتم في أمسية تمد بيوتُها الأيدي لتحسس العابرين، يجول الشعراء بحثا عن آباء ذابوا في الحجارة وشظايا القنابل، تاركين هزالاً في مثانات الصغار، حزناً ينمو مع أصص النبات وعيون الأولاد بزاقاً على نعوش مقواة بصلبان. إنها أمسية ثكلى بالبرود؛ كاهن يتجرّع النبيذ مع طقس بخور والنسوةُ مكللات بالهزء يصبغن المناديل بالبراز الأصفر من كثافة الأمل بعودة الميت. زهر الشوك الانتحار عصفور لا شجرة للقفز، نهرٌ نُزرع فيه سمكاً، هبة غير الطامعين بنِعم وصوتُ الماوراء في قلوب أرهف من زهر الشوك على رأس مصلوب. الانتحار تعجُّلٌ عصابيّ للرحيل أقل استعراضاً من مأتم. تيه الصباح (إلى جوزف نخله) إنه تيه الياسمين رائحة شجار الصباح ونبيذُ سهر يُبصق من نوافذ مغلقة. بعدما ناب عن القمر يتجــرع المــارة صــوت فيـروز. في ركن المقهى علقتُ مصل القهوة، كيما بطيئاً أتجرع جريمة النهار. سياراتٌ تعبر تلمع كحجارة معبد قديم. حسناء أكثر من برعم تكسر نزوة عفيفة كنحلة. ??? إذا استثنينا النهد والشيطان، الكلب كوجو، يا إلهي، أنجح المخلوقات. تفصيل من ليل بيروت على إسفلت الشارع ترمى قطع الثلج صلدة من برادات المطاعم، تعـــبر فوقـــها الســـــيارات، تتقـــاذفــها عاهــرات الفــجر بأقدام أنهكها الارتفاع دعاء لإله الجنس. فجأة يضاء الثلج ببول جرذ نجا للتو من فخ، تنكشف الطريق عن براز كأنه بزاق العدم او لسانُه الممدود لجمال اللحظات الأخيرة من ليل المدينة. من مجموعة ستصدر بعنوان «القديس» (?) المغنية الفرنسية ـ المصرية التي اختارت الرحيل الإرادي
 Posted by Picasa

ليست هناك تعليقات: