التحديق في مرآة الأمل
أو :
حين يتحول الحب الى مشروع ثقافة
بقلم: ظاهر شوكت البياتي
الحب العذري تجربة وجدانية، وإنسانية رائعة، ولا غرابة في أن تمتاز بالذاتيــة. ترافقها الغيرة والخصوصية، ولكن ذلك لا يمنع ان نفذ من خلال تلك التجــربة إلى مساحة إنسانية أرحب تمتاز بالموضوعية حين لا تعقل التجربة في حدود التجاذب الالي الساذج .
ان الوعي الناضج والصادق، يجعلنا ان ندرك ان هذا الحب التقاء ارادتين بالاضافة
الى التقاء الرغبة والعواطف التي قد تكون لاارادية اذا اعتبرنا الجمال وجودا مـاديا يتحول الى محفز يثير في الذات الأحاسيس ويوقظ فيها العواطف. وعبر المتـوارث عثرنا على هذا الحب العذري يعكس حالة من الاستلاب التام قد يصل حد التلاشي عند الحبيب ازاء محبوبه، فهو يتفاخر بها كما يتفاخر بانه يحمل.. ما يعجز جبل رضوى عن حملة ارضاء لمحبوبه، واليك امثلة قليلة جدا توضح مثل هذه
الافكار. قال قيس ليلى:
أصلي فما ادري اذا ما ذكرتها اثنتين صليت الضحى أم ثمانيا
وقال اخر :
فماهو الا أن أراها فجـاءة فابهت لا عرف لدي ولانكر
بينما راح المتنبي يتمنـى أن يملك قلبا من حديد ليقاوم سحر العيون السود
ليت الذي خلق العيون السودا خلق القلوب الخافقات حديدا
يتلذذ المحب بحرمانه، والعجز في الواقع يدفعه الى الأمنية
فهو يتمنى ان يزوره حبيبه حتى ولو بالحلم ليقول إن حبيبه قد زاره
(تعال ابحلم، واحسبها الك جية واقولن جيت ودخول السنة من القاك).... حبذا ان يحدث هذا الحلم مرة واحدة في السنة ،لان العام يحول مرة واحدة على الكون تسابق المحبون في أن يفروا من هذا الوجود بعيدين وحدهم، وان يلتمسوا مـن الشمس ألا تشرق، فالظلام يضمن لقاء هما (الحبيب و المحبوب) وهذا أهم شيء
خذني بحنانك خذني عن الوجود وابعدني
بعيد بعيد أنا وانت بعيد بعيد وحدنـا
ونقــول للشمس تعـالـي تعالـي بعد سنـة... مش اقبل سنـة
ثم صار من يموت من اجل محبوبتة شهيدا كما قال جميل بثينة : وكل قتيل دونهن شهيد
ثم جاء نزار قباني ليقول:
يا ولدي قد مات شهيدا من مات فداء للمحبوب
وهكذا تكتسب الكلمات مفاهيمها ضمن السياق أن الوعـي الناضـج والصـادق، قد يغير هذه التجربة من حالة الاستلاب، حـين يوجد الوشائـج الإنسانية الإيجابيةش بين الذاتية والموضوعية، ويحول الحب إلى مشروع ثقافة من غير أن يفقد الحب العذري
خصائصه الوجدانية، فالحب قد يصبح وسيلة للتذكير بالوطن ورموزه المضيئة ويدعو إلى
الافتخار بها، بل إلى استلهام المزيد من الدروس في حب الإنسان لاخية الإنسان حـين
يصبح الحب محفزا قويا للعمل المنتج والنظر إلية كقيمة عليا: لامهنـة يستنكـف منها
البعض. خذ هذه الأمثلة القليلة جدا :
هواك أنت يذكرني فرات ودجلة يومية
مثل قلبي ومثل قلبك تلاقن صافية النيـة
أو:عزاز عدنا ومن هويناهم هوينا الناس كلها
أو:شوقهم نسمة جنوب مسيرة لاهل الشمال
أو:خذني للمرواح عود خذني سن لمنجلك
من يشع ضي الخدود شمعة وبديره هلك
وهكذا يتحول الحب الى مشروع ثقافه إنسانية رائعة .
أو :
حين يتحول الحب الى مشروع ثقافة
بقلم: ظاهر شوكت البياتي
الحب العذري تجربة وجدانية، وإنسانية رائعة، ولا غرابة في أن تمتاز بالذاتيــة. ترافقها الغيرة والخصوصية، ولكن ذلك لا يمنع ان نفذ من خلال تلك التجــربة إلى مساحة إنسانية أرحب تمتاز بالموضوعية حين لا تعقل التجربة في حدود التجاذب الالي الساذج .
ان الوعي الناضج والصادق، يجعلنا ان ندرك ان هذا الحب التقاء ارادتين بالاضافة
الى التقاء الرغبة والعواطف التي قد تكون لاارادية اذا اعتبرنا الجمال وجودا مـاديا يتحول الى محفز يثير في الذات الأحاسيس ويوقظ فيها العواطف. وعبر المتـوارث عثرنا على هذا الحب العذري يعكس حالة من الاستلاب التام قد يصل حد التلاشي عند الحبيب ازاء محبوبه، فهو يتفاخر بها كما يتفاخر بانه يحمل.. ما يعجز جبل رضوى عن حملة ارضاء لمحبوبه، واليك امثلة قليلة جدا توضح مثل هذه
الافكار. قال قيس ليلى:
أصلي فما ادري اذا ما ذكرتها اثنتين صليت الضحى أم ثمانيا
وقال اخر :
فماهو الا أن أراها فجـاءة فابهت لا عرف لدي ولانكر
بينما راح المتنبي يتمنـى أن يملك قلبا من حديد ليقاوم سحر العيون السود
ليت الذي خلق العيون السودا خلق القلوب الخافقات حديدا
يتلذذ المحب بحرمانه، والعجز في الواقع يدفعه الى الأمنية
فهو يتمنى ان يزوره حبيبه حتى ولو بالحلم ليقول إن حبيبه قد زاره
(تعال ابحلم، واحسبها الك جية واقولن جيت ودخول السنة من القاك).... حبذا ان يحدث هذا الحلم مرة واحدة في السنة ،لان العام يحول مرة واحدة على الكون تسابق المحبون في أن يفروا من هذا الوجود بعيدين وحدهم، وان يلتمسوا مـن الشمس ألا تشرق، فالظلام يضمن لقاء هما (الحبيب و المحبوب) وهذا أهم شيء
خذني بحنانك خذني عن الوجود وابعدني
بعيد بعيد أنا وانت بعيد بعيد وحدنـا
ونقــول للشمس تعـالـي تعالـي بعد سنـة... مش اقبل سنـة
ثم صار من يموت من اجل محبوبتة شهيدا كما قال جميل بثينة : وكل قتيل دونهن شهيد
ثم جاء نزار قباني ليقول:
يا ولدي قد مات شهيدا من مات فداء للمحبوب
وهكذا تكتسب الكلمات مفاهيمها ضمن السياق أن الوعـي الناضـج والصـادق، قد يغير هذه التجربة من حالة الاستلاب، حـين يوجد الوشائـج الإنسانية الإيجابيةش بين الذاتية والموضوعية، ويحول الحب إلى مشروع ثقافة من غير أن يفقد الحب العذري
خصائصه الوجدانية، فالحب قد يصبح وسيلة للتذكير بالوطن ورموزه المضيئة ويدعو إلى
الافتخار بها، بل إلى استلهام المزيد من الدروس في حب الإنسان لاخية الإنسان حـين
يصبح الحب محفزا قويا للعمل المنتج والنظر إلية كقيمة عليا: لامهنـة يستنكـف منها
البعض. خذ هذه الأمثلة القليلة جدا :
هواك أنت يذكرني فرات ودجلة يومية
مثل قلبي ومثل قلبك تلاقن صافية النيـة
أو:عزاز عدنا ومن هويناهم هوينا الناس كلها
أو:شوقهم نسمة جنوب مسيرة لاهل الشمال
أو:خذني للمرواح عود خذني سن لمنجلك
من يشع ضي الخدود شمعة وبديره هلك
وهكذا يتحول الحب الى مشروع ثقافه إنسانية رائعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق