١٥‏/٠٩‏/٢٠٠٥

رفض واحتاج

رفض واحتجاج عراقي
محمد الأحمد
في زمن الرخاوة هذا (غياب الدستور الحقيقي في المنطقة) نكون قد كشفنا عن انسفنا نحن العراقيين كذهب خالص، من بعد تهميش طويل من حكامنا السابقين كمثقفين وأدباء، فدستورنا قادم، وقادتنا الجدد الذين سوف نعترف بهم قادمون غداً مع رياح التغير التي سوف تقتلع الأنظمة المتهرئة في المنطقة، وسنكون لبيض الوجوه مختارين، ولن نقبل لغيرهم ممثلين عنا. واليوم إن عزلنا اتحاد الكتاب العرب فانه عزل نفسه عن الإبداع، ودائما لا يكون اتحادا للأدباء بلا مبدعين ويكون اسما بلا معنى، (ومن الذي قال بان الاتحادات تصنع مبدعين).
وأننا نرفض كأدباء عراقيين بشدة أية محاولة لتهميشنا أو تمثيلنا من قبل غيرنا، فنحن أول المعاني في جملة الإبداع العربي والتجديد العالمي (ففي زمن الحاسوب الذكي سوف تطمر مفردات العرقيات التي كانوا بها يغسلون عقولنا)، ونحن أعراق في أول دساتير الكون على الإطلاق، وأول مبدعي التاريخ؛ نعلن بصوت واضح بأننا إن كان قد أقصانا الاتحاد (السوري) للأدباء فذلك شانا خاصا به، وأية محاولة منه على تجاهلنا ستكون على اغلب الظن تقليلا من مشروعيته كمنظمة. واتحاد الأدباء العراقيين اليوم وقبله، لم يكن في كل الأحوال ممثلا عن الأدب والإبداع العراقي، فـ(السوري) أو غيره، سوف لن يقدر على تجميد إبداعنا المتدفق بانسياب الألم العراقي، برغم محنتنا القاهرة فإننا نكتب كل يوم، وننشر في كل الصحف العربية والمحلية، وإبداعنا يتواصل بفخر إلى ابد الآبدين كوننا نقرا كل ما يصل إلينا من جديد، فرغم منهج التجويع الذي انزله علينا الحاكم السابق، كنا نقرا متحدين التقتير، ونضيف إلى ما نقرا وجهات نظرنا العراقية الشاملة، ورغم قلة أمننا اليوم، فإننا نجهر بأفكارنا دون أن نخشى من هذا التيار أو ذاك، وما زلنا نكتب حريتنا بألف اتساع، ومازالت الخبرة العراقية تخترق الأبعاد، والآماد. فمواويل حزننا تعلمنا بها اختراق الجدران، و لم نخف من اعت وأشرس الدكتاتوريات في الشرق الوسط التي كانت متسلطة بقوة المسدس على رقابنا، فكنا نخترق الرقيب بألف حرف، ولم نكن نبال بأي تهديد فكتبنا في الصحف اجمعها والمواقع اشملها، كوننا نعرف ما نريد، ونعرف من نريده أن يرضى عن إبداعنا، لأننا عراقيون مبدعون حقيقيون بقينا نغتسل بمسك الفراتين الشعري، وبقينا نتحدى أن يعزلنا هذا الاتحاد، أو غيره، لأننا كونيون بالفطرة وإبداعنا العراقي ثروة للعالم كافة ونور طريقهم...
نتجاهل بازدراء كل من يريد إقصائنا، لان الأمر برمته، ومهما يكن، فهو ليس بإرادته أن يزكي انتمائنا، ونرفض أن يتولى أمرنا كل متوسل خائب، ومتسول أراد أن لا يفقد صلاته مع جهة لا تريدنا. فالعراقي مثالا في الرقي وعزيز النفس، وإبداعه واضح المعالم مؤثر في الساحة الثقافية الأرضية، وستسقط صفة العراقة (عن أي كان) ما لم يفخر ببلده.
نقول بلا تعسف قولنا، حيث لا احد يمثلنا اليوم إلا من بيض الوجوه، وبيض الوجوه لم يكشف النقاب عنهم، بعد. مواصلين القصد ونقول لأصدقائنا أن كانوا اصد قاءا (أعضاء اتحاد الكتاب العراقيين الذين سمتهم الحكومة البائته) بأنهم بعيدون كل البعد عن ثقتنا، وأننا لم ننتخب اليوم إلا العزيز بعزة نفسه لا الذي يذلها، وسوف ننتخب الحرّ المتفاني من اجل رفع اسم بلده عاليا، و بان الموسم الجميل قادم على العراق وأهله، وليس بالاستجداء نفرض إبداعنا فهو مفروض على خارطة العالم العربي بكل فخر وعزة نفس.
ملخص الحكاية:
(جمد اتحاد الكتاب العرب الكتاب العراقيين عن عضويتهم كونهم تحت الاحتلال، وكالعادة رفع بعض الكتاب عريضة توسل بعدم شملهم).

‏الخميس‏، 08‏ أيلول‏، 2005