١٥‏/٠٧‏/٢٠٠٥

السينما و الباراسايكولوجي
م
صعب أمير إسماعيل
حين كان العالم سيغموند فرويد يلقي المحاضرات في الجامعات ويؤلف الكتب لكي يوضح نظريته في التحليل النفسي فان عدد الأمراض النفسية حسب ما كان يذكر لا يتعدى سبعة أمراض إما الآن فان التصنيف العالمي للأمراض النفسية اصبح (149) مرضاً. وحين بدا علم الباراسايكولوجي يدخل المختبر في جامعة ديوك على يد العالم (راين) وزوجته كانت تجاربهما تقتصر على موهبة التخاطر اما اليوم فان الباراسايكولوجي يبحث عن تفسير القوى الخارقة عند الإنسان وكيفية تقنينه و الاستفادة منه عملياً فانه حسب الهيكل التصنيفي الحديث يقسم الى ثلاث أقسام – القسم الأول يضم ( المهارات الإدراكية) مثل الرؤيا عن بعد و الجلاء السمعي و البصري , الرؤيا في الظلام التكهن النفسي و الإنذارات و الهواجس . و القسم الثاني يضم (المهارات الابرازية) مثل الاستشفاء ( لي المعادن, التعويم في الهواء, التحريك النفسي للأشياء و الهالة. و القسم الثالث يضم (الظواهر الروحية) مثل العودة للتجسد و الخروج من الجسد و اليوغا و التصوف و الأحلام الصادقة و المجلوبات الروحية وتحضير الأرواح غير ان الباراسايكولوجي يتعامل مع الظواهر الروحية بحذر شديد بسبب صعوبة إخضاعها للتجارب المختبرية. و السينما كتاريخ مرت بمراحل عديدة او أخذت اتجاهات عديدة فقد سادت في فترة من الفترات أفلام الويسترن ثم برزت السينما الواقعية الايطالية و سينما الموجة الجديدة التي استطاعت ان تحول البطولة الى كل مكونات المشهد السينمائي كالمكان و الحوار الذي اشتهر فيه جان لوك غودار و فيدريكو فلليني وانغمار بريجمان او الموسيقى التصويرية او الإضاءة كما في السينما البصرية او تفعيل مجمل هذه العوامل بالإضافة الى القصة و الشخصيات ثم سادت في بداية السبعينات سينما القصص البوليسية ثم سينما الكوارث كغرق سفينة نقل أشخاص اوسقوط طائرة بالإضافة الى الأفلام الملحمية و التاريخية مثل أفلام طرزان وما شابهها ثم سينما البطولات الفردية الخارقة الأمريكية ثم سينما أفلام الكراتية وأفلام بطلها فاندام وارنولد بالإضافة الى سينما الخيال العلمي و المؤثرات البصرية التي أنجزها ستيفن سبلبرغ وروبرت زيمكس . غير ان بعض المنتجين و المخرجين اخذوا من الباراسايكولجي مواد لأفلامهم وهي أفلام كانت تخلط بين الرؤيا العلمية و الرؤيا التجارية فمثلاً نجد في فلم ( لوحة جيني) فقد تناول ظاهرة تقمص الأرواح او تناسخ الأرواح او العودة للتجسد مرة أخرى بعد ان يموت الشخص و هذه الظاهرة مقبولة جداً من قبل دعاة المذهب الروحاني أكثر من الباراسايكولجي الذين يعتبرون العودة بالتجسد واحداً من ثلاث مداخل لفهم الموت بالإضافة من الخروج من الجسد وخبرة الاقتراب اما فلم ( يوم جميل للموت) فانه اخذ من الباراسايكولجي خبرة الاقتراب من الموت حيث يقوم قسم من طلبة كلية الطب بتمويت شخص 30 ثانية ثم يحدثون صدمة كهربائية ويعيدوه للحياة لحكي لهم ما شاهد ثم تطور الى دقيقة ثم إلى دقيقة ونصف ثم الى ثلاث دقائق لكن للأسف فان الفلم فسر ما يجري بعد الموت على انه عقد مصالحات مع اللاشعور بينما يجمع الباراسايكولوجيين في كل الجامعات العالمية و المختبرات ان الإنسان بعد الموت يدخل في نفق وردي ويمر بسلسلة من التحولات وصولاً الى الكائن الضوئي . اما الفلم الرائع ( بيت الارواح ) فان إحدى شخصيات الفلم وهي ميريل ستريب تملك مهارة الرؤيا عن بعد او استباق المعرفة وهي مهارات إدراكية اما في الستينات فقد ظهر فلم عن السايكومتري و هو تقصي الاثر في الزمان و المكان في فلم ( آلة الزمن) وهي مأخوذة عن رواية ل هـ.ج. ويلز حيث تكون هناك آلة بإمكان راكبها الرجوع الى الماضي و الدخول في المستقبل و هي رؤيا سابقة لأوانها من قبل الكاتب (هـ. ج. ويلز) و هناك فلم جان دارك و قدرتها على التنبوء وهناك فلم ( راسبوتين) و القدرة الهائلة على الإيحاء و هناك فلم (ممر إلى الهند) الذي يرينا القدرات الخارقة لليوغا. اما فلم (مديات الصدى) فلا يوجد فلم أعظم منه في استخدام مهارة الدخول الى المستقبل و أكاد اجزم ان كاتب السيناريو و القصة لديه مهارة الدخول الى الزمن و لعل أفضل و اجمل تناول موضوعات البارسايكولوجي في السينما هو إخراج الباراسايكولوجي من المختبرات و الغرف المغلقة إلى المستوى الجماهيري لقدح العقول النمطية وحثها في البحث عن عوالم مجهولة .
اما الأفلام التي تناولت الظواهر الروحية كالأشباح و المنازل المسكونة او تحضير الأرواح فهي كثيرة ومن المتعذر ذكرها .

21/ نيسان / 2005

ليست هناك تعليقات: